صفحة جزء
باب في إجارة الخمر قلت : أرأيت مسلما آجر نفسه من نصراني يحمل له خمرا على دابته أو على نفسه أيكون له من الأجر شيء أم تكون له إجارة مثله ؟ قال : قال مالك : لا تصلح هذه الإجارة ولا أرى له أنا من الإجارة التي سمى ولا من إجارة مثله قليلا ولا كثيرا لأن مالكا قال لي في الرجل المسلم يبيع خمرا قال مالك : لا أرى أن يعطى من ثمنها قليلا ولا كثيرا فالكراء عندي بهذه المنزلة لا أرى أن يعطى من الإجارة قليلا ولا كثيرا . قلت : له وكذلك إن آجر حانوته من نصراني يبيع فيها خمرا ؟ قال : قال مالك : لا خير في ذلك وأرى الإجارة باطلا .

قال ابن القاسم : فأرى كل مسلم آجر نفسه أو غلامه أو دابته أو داره أو بيته أو شيئا مما يملكه في شيء من الخمر فلا أرى له من الإجارة قليلا ولا كثيرا ، ولكن يفعل فيه إن كان قبض أو لم يقبض ما وصفت لك في ثمن الخمر ابن وهب ، عن سعيد بن أبي أيوب ، عن عطاء بن دينار الهذلي ، عن مالك بن كلثوم المرادي قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : لا تغلق عليك وعلى الخمر باب دار ابن وهب ، عن ابن لهيعة ويحيى بن أيوب ، عن عطاء بن دينار الهذلي ، عن مالك بن كلثوم أنه سأل سعيد بن المسيب عن غلمان له يعملون بالسوق على دواب له فربما حملت خمرا قال : فنهاني سعيد بن المسيب عن ذلك أشد النهي وقال : إن استطعت أن لا تدخل البيت الذي فيه الخمر فلا تدخله .

ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة ، عن عياض بن عبد الله السلامي أنه قال لعبد الله بن عمر : إن لي إبلا تعمل في السوق ريعها صدقة تحمل الطعام وإذا لم تجد فربما حملت خمرا ، فقال : لا يحل ثمنها ولا كراؤها ولا شيء منه ولا في شيء كان منها فيه سبب . قال ابن وهب : وسمعت مالكا وسئل هل يكري الرجل دابته ممن يحمل عليها [ ص: 437 ] خمرا ؟ فقال : لا يؤاجر الرجل عبده في شيء من عمل الخمر ولا من حفظها وما أحل الله أوسع وأطيب من أن يؤاجر عبده في مثل هذا ، وقال الأوزاعي والليث مثله عبد الله بن وهب ، عن خالد بن حميد ، عن عياش بن عباس ، عن عميرة المعافري قال : خرجت حاجا أنا وصاحب لي حتى قدمنا المدينة فأكرى صاحب لي جمله من صاحب خمر فأخبرني فذهبنا إلى عبد الله بن عمر نسأله عن ذلك الكراء فنهاه عن ذلك وقال : لا خير فيه ابن وهب ، عن خالد بن حميد ، عن محمد بن مخلد الحضرمي ، عن ضمضم بن عقبة الحضرمي وجاءه غلام له يوما بفلوس فاستكثرها وقال : كنت أعمل في عصير الخمر قال : فأخذها ضمضم منه ، ثم نبذها في عرض بحر البرلس وكانوا بالبرلس مرابطين .

التالي السابق


الخدمات العلمية