صفحة جزء
قال فقلنا له : فلو أن رجلا ابتدأ صياما عليه من نذر نذره صوم أشهر متتابعات أو غير متتابعات ، فصام في وسط الشهر فكان الشهر تسعة وعشرين يوما أيقضي ما أفطر منه أم يستكمل الشهر بما صام منه ثلاثين يوما ؟

قال : بل يستكمل الشهر تاما [ ص: 282 ] حتى يكمل عدد ثلاثين يوما ، وما صام للأهلة . فذلك على الأهلة وإن كانت تسعة وعشرين يوما .

قلت : أرأيت إن نذر صيام أشهر غير متتابعات أله أن يجعلها على غير الأهلة في قول مالك كلها ؟ فقال : نعم ، وإن كانت متتابعات أيضا إلا أن يكون نذر شهورا بأعيانها فليصمها بأعيانها .

قلت : فإن نذر أن يصوم سنة بعينها ؟ فقال : يصومها .

قلت : فإن أفطر منها شهرا ؟

قال : يقضيه .

قلت : فإن كان الشهر الذي أفطره تسعة وعشرين أيقضي تسعة وعشرين أم ثلاثين يوما ؟ فقال : يقضي تسعة وعشرين عدد الشهر الذي أفطره .

قلت : وهذا قول مالك ؟

قال : نعم ، قال : فقلت لمالك : فرمضان ويوم الفطر وأيام النحر الثلاثة ، كيف يصنع فيها وإنما نذر سنة بعينها أعليه قضاؤها أم ليس عليه قضاؤها إذا كانت لا يصلح الصيام فيها ؟ فقال : أولا لا قضاء عليه إلا أن يكون نوى أن يصومهن .

قال : ثم سئل عن ذي الحجة من نذر صيامه أترى عليه أن يقضي أيام الذبح ؟ فقال : نعم عليه القضاء إلا أن يكون نوى حين نذر أن لا قضاء لها ، قال : وأحب قوله إلي الأول ، أنه يصوم ما كان يصام ويفطر ما كان يفطر ولا قضاء عليه إلا أن يكون نوى قضاء ذلك اليوم . قال ابن القاسم : وأما آخر أيام التشريق اليوم الذي ليس من أيام الذبح فأرى أن يصومه ولا يدعه .

قال مالك : وكذلك لو أن رجلا نذر أن يصوم ذا الحجة فعليه قضاء أيام الذبح إلا أن يكون نوى حين نذر أن لا يقضيها ، قال : ونزلت برجل وأنا عنده قاعد فأفتاه بذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية