صفحة جزء
في الرجل يغتصب عبده ثم يهبه لرجل وهو عند الغاصب قلت : أرأيت إن غصبني رجل عبدا فوهبته لرجل آخر والعبد مغصوب ، أتجوز الهبة في قول مالك ؟

قال : نعم . إن قبضها الموهوب له قبل موت الواهب . قلت : ولا يكون قبض الغاصب قبضا للموهوب له ؟

قال : لا يكون ذلك قبضا .

قال سحنون وقال غيره : هو قبض مثل الدين . قلت : لم ؟ والهبة ليست في يد الواهب ؟

قال : لأن الغاصب لم يقبض للموهوب له ولم يأمره الواهب أن يحوزها للموهوب له فيجوز إذا كان غائبا . فإن كان الموهوب له حاضرا غير سفيه وأمر الواهب رجلا يقبض ذلك له ويحوز له لم يجز هذا ، فالغاصب ليس بحائز لهذا فهذا يدلك على ما فسرت لك . ألا ترى لو أن رجلا استخلف على دار له خليفة ثم تصدق بها على رجل آخر وهي في يد الخليفة ، إن قبض الخليفة ليس حيازة للموهوب له ولا للمتصدق عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية