صفحة جزء
قلت أرأيت الآبق إذا أصابه الرجل في المصر أو خارجا من المصر ، أفيه جعل عند مالك أم لا ؟ قال : سألنا مالكا عن الآبق إذا وجده الرجل فأخذه فطلب جعله ، أترى فيه جعلا ؟

قال : قال مالك : أما من كان ذلك شأنه وطلبه وهو عمله فأرى أن يجعل له جعل .

قال مالك : وعندنا قوم شأنهم هذا ، وفي هذا منافع للناس . وأما من لم يكن ذلك شأنه وإنما وجده فأخذه فإنما له فيه نفقته ولا جعل له .

قلت : هل كان مالك يوقت في الجعل شيئا ؟ قال : ما سمعت أنه وقت فيه شيئا ، وأرى أن يعطي على قدر بعد الموضع الذي أخذه فيه بالاجتهاد .

قلت : أرأيت إن كان رجلا هذا شأنه يطلب الإباق والدواب الضوال والأمتعات ويردها على أربابها ، أيكون له في قول مالك شيء ؟ قال : لم أسمعه من مالك ، وينبغي أن يكون له جعله لأن في ذلك منافع للناس . قال : ولم يوقت لنا مالك في الآبق شيئا في المصر أو خارجا من المصر إلا أنه قال لنا ما أخبرتك .

قال ابن القاسم : سألنا مالكا عن هذه السفن التي تنكسر في البحر ، فيلقي البحر [ ص: 459 ] متاعهم فيأخذه بعض الناس ، ثم يأتي بعد ذلك أصحاب المتاع ؟

قال مالك يأخذون متاعهم ولا شيء لها ولا الذين أصابوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية