صفحة جزء
قلت : أرأيت إن شققت بطن رجل فتكلم وأكل وعاش يومين أو ثلاثة ثم مات من ذلك ، أتكون فيه القسامة أم لا ؟ قال : لم أوقف مالكا على هذا ، ولكن قال مالك : من ضرب فمات تحت الضرب ، أو بقي بعد الضرب مغمورا لم يأكل ولم يشرب ولم يتكلم ولم يفق حتى مات ، فهذا الذي لا قسامة فيه . قال مالك : ومن أكل وشرب وعاش ثم مات بعد ذلك ، فأرى فيه القسامة لأنه لا يؤمن أن يكون إنما مات من أمر عرض له من مرض أو غير ذلك . وأما ما ذكرت من شق الجوف ، فإني لم أسمع من مالك فيه شيئا إلا أني أرى ، إن كان قد أنفذ مقاتله حتى يعلم أنه لا يعيش من مثل هذا وإنما حياته إنما هي خروج نفسه ، فلا أرى في مثل هذا وما أشبهه قسامة .

قال : ولقد قال لي مالك في الشاة التي يخرق السبع بطنها فيشق أمعاءها فينثره ، أنها لا تؤكل . قال : لأنها ليست بذكية ; لأن الذي صنع السبع بها كان قتلا لها ، وإنما الذي فيها من الحياة خروج نفسها لأنها لا تحيا على حال .

قلت : والخطأ والعمد فيه القسامة - في قول مالك - لا بد من ذلك إذا عاش بعد الضرب ثم مات ؟

قال : نعم .

قلت : أرأيت إن مكث يومين أو ثلاثة من بعد الجراحات مصروعا من الجراح ، إلا أنه يتكلم ولم يأكل ولم يشرب ثم مات ، أتكون القسامة فيه أم لا ؟ قال : قد فسرت لك قول مالك إذا عاش حياة تعرف ففيه القسامة .

قلت : أرأيت إن قطع فخذي فعشت يوما وأكلت في ذلك اليوم وشربت ثم مت من آخر النهار ، أتكون في ذلك القسامة في قول مالك ؟

قال : لم أسمع من مالك في هذا بعينه شيئا إلا أني أرى أن في هذا القسامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية