صفحة جزء
قلت : أرأيت المحصر بمرض إذا أصابه أذى فحلق رأسه فأراد أن يفتدي ، أينحر هدي الأذى الذي أماط عنه بموضعه حيث هو ، أم يؤخر ذلك حتى يأتي مكة في قول مالك ؟

قال : قال مالك : ينحره حيث أحب . قلت : أرأيت إن أفرد رجل الحج فجامع في حجه فأراد أن يقضي ، أله أن يضيف العمرة إلى حجته التي هي قضاء لحجته التي جامع فيها في قول مالك ؟

قال : لا ، في رأيي ، قلت : فإن أضاف إليها عمرة أتجزئه حجته من حجته التي أفسد أم لا في قول مالك حين أضاف إليها العمرة ؟

قال : لم أسمع من مالك في هذا شيئا ، ولا أرى أن يجزئه إلا أن يفرد الحج كما أفسده ، قال : لأن القارن ليس حجه تاما كتمام المفرد إلا بما أضاف إليه من الهدي .

قال : وقال مالك : يقلد الهدي كله ويشعر . [ ص: 456 ] قال : وفدية الأذى إنما هو نسك ولا يقلد ولا يشعر ، قال : ومن شاء قلد وجعله هديا ومن شاء ترك ، قال : والإشعار في الجانب الأيسر ، والبقر تقلد وتشعر إن كانت لها أسنمة وإن لم تكن لها أسنمة فلا تشعر ، والغنم لا تقلد ولا تشعر والإشعار في الجانب الأيسر من أسنمتها . قال : وسألت مالكا عن الذي يجهل أن يقلد بدنته أو يشعرها من حيث ساقها حتى نحرها وقد أوقفها ، قال : تجزئه . قلت : هل كان مالك يكره أن يقلد بالأوتار ؟

قال : ما سمعت من مالك فيه شيئا ولا أرى لأحد أن يفعله .

قال ابن القاسم : بلغني عن مالك أنه قال : تشعر في أسنمتها عرضا ، قال : وسمعت أنا مالكا يقول : تشعر في أسنمتها في الجانب الأيسر ، قال : ولم أسمع منه عرضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية