الانتباه لما قال الحاكم ولم يخرجاه

محمد بن محمود بن إبراهيم عطية

صفحة جزء
6398 ومن ذكر عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما

329 - 3 \ 553 (6342) حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق رضي الله عنه، أبنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الأسود بن شيبان، أبنا أبو نوفل بن أبي عقرب العريجي قال: صلب الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - على عقبة المدينة، ليري ذلك قريشا فإما أن يقروا، فجعلوا يمرون ولا يقفون عليه، حتى مر عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله [ ص: 341 ] عنهما - فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب - قالها ثلاث مرات - لقد نهيتك عن ذا - قالها ثلاثا - لقد كنت صواما قواما تصل الرحم. قال: فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - فاستنزله فرمى به في قبور اليهود، وبعث إلى أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - أن تأتيه - وقد ذهب بصرها - فأبت، فأرسل إليها: لتجيئن أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني، فأتى رسوله فأخبره، فقال: يا غلام ناولني سبيبتي، فناوله بغلته فقام وهو يتوقد حتى أتاها، فقال لها: كيف رأيت الله صنع بعدو الله، قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسدت عليك آخرتك، وأما ما كنت تعيره بذات النطاقين: أجل لقد كان لي نطاقان، نطاق أغطي به طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النمل، ونطاقي الآخر لا بد للنساء منه، وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن في ثقيف كذابا ومبيرا. فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت ذاك. قال: فخرج.

وسكت عنه الحاكم والذهبي.
قلت: أخرجه مسلم (2545) كتاب (فضائل الصحابة) باب (ذكر كذاب ثقيف ومبيرها) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، حدثنا يعقوب يعني ابن إسحاق الحضرمي، أخبرنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل: رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة، قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس، حتى مر عليه عبد الله بن عمر ، فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب ، السلام عليك أبا خبيب ، السلام عليك أبا خبيب ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما علمت صواما قواما وصولا للرحم، أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير. ثم نفذ عبد الله بن عمر ، فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن [ ص: 342 ] تأتيه، فأعاد عليها الرسول: لتأتني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قال: فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني. قال: فقال أروني سبتي فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذف حتى دخل عليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك. بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين! أنا والله ذات النطاقين: أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعام أبي بكر من الدواب، وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا: أن في ثقيف كذابا ومبيرا. فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه. قال: فقام عنها ولم يراجعها.

التالي السابق


الخدمات العلمية