صفحة جزء
[ ص: 214 ] 62 - باب

إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء

671 703 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، أنا مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صلى أحدكم للناس فليخفف ؛ فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير ، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء ) .


معنى قوله : ( إذا صلى أحدكم لنفسه ) ، أي : منفردا ، بحيث لا يأتم به أحد .

وقد خرجه مسلم من رواية المغيرة الحزامي ، عن أبي الزناد ، وقال فيه : ( وإذا صلى وحده فليصل كيف شاء ) .

وخرجه - أيضا - من رواية همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( إذا ما قام أحدكم للناس فليخفف في الصلاة ؛ فإن فيهم الكبير والضعيف ، وإذا قام وحده فليطل صلاته ما شاء ) .

وخرج - أيضا - من حديث عثمان بن أبي العاص ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أم قومك ، فمن أم قوما فليخفف ؛ فإن فيهم الكبير ، وإن فيهم المريض ، وإن فيهم الضعيف ، وإن فيهم ذا الحاجة ، وإذا صلى أحدكم وحده فليصل كيف شاء ) .

ويدخل في ذلك : صلاة الفرائض والنوافل - إذا صلاها وحده - فإنه لا يكره له إطالتها .

وقد اختلف الناس في النفل : هل الأفضل إطالة القيام ، أم كثرة الركوع [ ص: 215 ] والسجود ، أم يفرق بين صلاة الليل والنهار ؟ وربما يأتي ذلك في موضع آخر إن شاء الله تعالى .

قال بعض أصحابنا : هذا فيما لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم إطالته أو تخفيفه ، فأما ما نقل عنه إطالته أو تخفيفه فاتباعه فيه أفضل ، فالأفضل في ركعتي الفجر والركعتين المفتتح بهما صلاة الليل تخفيفهما ، وكذلك الركعتان للداخل - والإمام يخطب - يوم الجمعة .

وقد سبق ذكر الاختلاف فيمن فاته قراءة حزبه من الليل : هل يقرأ به في ركعتي الفجر ، أم لا ؟

وروى وكيع في ( كتابه ) عن موسى بن عبيدة ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر إذا صلى لنفسه طول في أربعتين ، يعني : في الركعات الأربع في الفريضة .

وموسى بن عبيدة ضعيف جدا من قبل حفظه ، وكان شيخا صالحا ، رحمه الله .

وكان من الصحابة من يخفف الصلاة ، ويعلل بخشية وسوسة الشيطان .

قال وكيع : ثنا ابن أبي عروبة ، عن أبي رجاء العطاردي ، قال : قلت للزبير بن العوام : ما لكم أصحاب محمد من أخف الناس صلاة ؟ قال : إنما نبادر الوسواس .

حدثنا سفيان ، عن نسير بن ذعلوق ، عن خليد الثوري ، قال : سمعت عمار بن ياسر يقول : احذفوا هذه الصلاة قبل وسوسة الشيطان .

التالي السابق


الخدمات العلمية