صفحة جزء
[ ص: 396 ] 92 - باب

رفع البصر إلى السماء في الصلاة

717 750 - حدثنا علي بن عبد الله ، أنا يحيى بن سعيد ، أنا ابن أبي عروبة ، نا قتادة ، أن أنس بن مالك حدثهم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم ) ، فاشتد قوله في ذلك حتى قال : ( لينتهن عن ذلك أو ليخطفن الله أبصارهم ) .


هذا الإسناد كله مصرح بسماع رواته بعضهم من بعض ، وقد أمن بذلك تدليس قتادة فيه .

وفي الحديث دليل على كراهة رفع بصره إلى السماء في صلاته .

وقد روي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية عدة من الصحابة .

وروي النهي عن حذيفة وابن مسعود .

وقال سفيان : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع بصره إلى السماء في الصلاة ، حتى نزلت : الذين هم في صلاتهم خاشعون فرمى ببصره نحو مسجده .

والمعنى في كراهة ذلك : خشوع المصلي وخفض بصره ، ونظره إلى محل سجوده ؛ فإنه واقف بين يدي الله عز وجل يناجيه ، فينبغي أن يكون خاشعا منكسا رأسه ، مطرقا إلى الأرض .

[ ص: 397 ] وقد تقدم في تفسير الخشوع أن خشوع البصر : غضه .

وإنما يكره رفع البصر إلى السماء عبثا ، فأما لحاجة فيجوز .

وقد أشارت عائشة لأختها أسماء إلى السماء في صلاة الكسوف .

وقد نص أحمد على أن من تجشأ في صلاته فإنه يرفع رأسه إلى السماء ؛ لئلا يتأذى من إلى جانبه برائحة جشائه .

ولكن ؛ قد يقال - مع رفع رأسه - : إنه يغض بصره .

وقد سبق عن عمر وابن سابط : رفع الوجه إلى السماء عند تكبيرة الإحرام .

وزاد ابن سابط : وإذا رفع رأسه .

وأما تغميض البصر في الصلاة ، فاختلفوا فيه :

فكرهه الأكثرون ، منهم : أبو حنيفة والثوري والليث وأحمد .

قال مجاهد : هو من فعل اليهود .

وفي النهي عنه حديث مرفوع ، خرجه ابن عدي ، وإسناده ضعيف .

ورخص فيه مالك .

وقال ابن سيرين : كان يؤمر إذا كان يكثر الالتفات في الصلاة أن يغمض عينيه .

خرجه عبد الرزاق .

التالي السابق


الخدمات العلمية