صفحة جزء
[ ص: 425 ] 98 - باب

القراءة في المغرب

فيه حديثان :

الأول :

729 763 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، أنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، أنه قال : إن أم الفضل سمعته وهو يقرأ : والمرسلات عرفا فقالت : يا بني ، لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة ، إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب .


وخرجه مسلم من طريق مالك وسفيان ومعمر وصالح بن كيسان ، كلهم عن الزهري بنحوه .

وزاد صالح في حديثه : ثم ما صلى بعد حتى قبضه الله .

والمراد -والله أعلم- ما صلى بعدها إماما بالناس .

وخرجه الترمذي من حديث ابن إسحاق ، عن الزهري ، ولفظه : قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه في مرضه ، فصلى المغرب ، ثم قرأ بالمرسلات ، فما صلى بها بعد حتى لقي الله .

وخرجه الطبراني من رواية أسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن أبي رشدين - وهو : كريب - ، عن أم الفضل ، أنها كانت إذا سمعت أحدا يقرأ بالمرسلات ، قالت : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قرأ في المغرب بالمرسلات ، [ ص: 426 ] ثم لم يصل لنا عشاء حتى قبضه الله .

وهذا يبين أن المعنى أنه لم يصل لهم بعدها صلاة المغرب إماما .

ولكن قوله : ( عن كريب ) في هذا الإسناد وهم ، إنما هو : عبد الله بن عباس .

وخرج النسائي من حديث موسى بن داود ، عن عبد العزيز الماجشون ، عن حميد ، عن أنس ، عن أم الفضل ، قالت : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته المغرب ، فقرأ بالمرسلات ، ما صلى بعدها صلاة حتى قبض الله روحه صلى الله عليه وسلم .

وهذا الإسناد كلهم ثقات ، إلا أنه معلول ، فإن الماجشون روى عن حميد ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد ، ثم قال الماجشون عقب ذلك : وذكر لي عن أم الفضل ، فذكر هذا الحديث ، فوهم فيه موسى بن داود ، فساقه كله عن حميد ، عن أنس ، ذكر ذلك أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان .

التالي السابق


الخدمات العلمية