صفحة جزء
[ ص: 445 ] 102 - باب

القراءة في العشاء

735 769 - حدثنا خلاد بن يحيى ، ثنا مسعر ، ثنا عدي بن ثابت ، سمع البراء ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء بالتين والزيتون ، وما سمعت أحدا أحسن صوتا منه - أو قراءة - .


هذا الحديث ، رواه عن عدي بن ثابت ، مسعر ، ومن طريقه خرجه البخاري هاهنا .

وشعبة ، وقد خرجه من حديثه فيما سبق .

ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وقد خرجه من طريقه الترمذي وابن ماجه .

وفي أحاديثهم : أن ذلك كان في العشاء .

وخرجه الإمام أحمد ، عن أبي خالد الأحمر ، عن يحيى بن سعيد ، وقال في حديثه : ( المغرب ) ، بدل : ( العشاء ) .

رواه كذلك عبد الوهاب ، عن شعبة .

خرجه من طريقه ابن أبي داود في ( كتاب الصلاة ) .

وروي ذلك عن مسعر أيضا .

خرجه الإسماعيلي في ( جمعه حديث مسعر ) .

وفي رواية خرجها الإسماعيلي أيضا ، عن البراء ، قال : مشيت إلى [ ص: 446 ] مسجد النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ، فذكر الحديث ، وزاد في آخره : وكان في قراءته ترسيل ، أو ترتيل .

وذكر المشي إلى المسجد غريب لا يثبت ، وهو يوهم أنه كان بالمدينة ، وترده رواية شعبة المتفق عليها في ( الصحيحين ) : أن ذلك كان في سفر .

وهذا الحديث يدل على القراءة في صلاة العشاء بقصار المفصل .

وقد بوب عليه أكثر من صنف في العلم ، كالبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه : ( القراءة في العشاء ) . وظاهر كلامهم يدل على أنه يستحب القراءة في العشاء بقصار المفصل ، ولا يعلم قائل من الفقهاء يقول باستحباب ذلك مطلقا .

وبوب عليه أبو داود : ( قصر القراءة في السفر ) ، فحمله على الصلاة في السفر خاصة .

وروى عمرو بن ميمون ، أنه سمع عمر يقرأ بمكة في العشاء بالتين والزيتون ، ألم تر كيف فعل ربك وهذا أيضا كان في سفر .

وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على تقصير القراءة في السفر .

وقال أصحابنا : لا يكره تخفيف القراءة في الصبح وغيرها في السفر دون الحضر .

وقال إبراهيم النخعي : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأون في السفر بالسور القصار .

خرجه ابن أبي شيبة .

[ ص: 447 ] وخرج - أيضا - بإسناده ، عن عمرو بن ميمون ، قال : صلى بنا عمر الفجر بذي الحليفة فقرأ : قل يا أيها الكافرون و : قل هو الله أحد

وبإسناده ، عن ابن مسعود ، أنه صلى بأصحابه الفجر في سفر ، فقرأ بآخر بني إسرائيل : الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ثم ركع .

وروى حرب بإسناده ، عن المعرور بن سويد ، قال : حججت مع عمر ، فقرأ بنا في صلاة الصبح بمكة ألم تر كيف فعل ربك و : لإيلاف قريش

ويروى عن أنس أنه كان يقرأ في السفر في الفجر بالعاديات وأشباهها .

وروي عن عقبة بن عامر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى به الفجر في سفر ، فقرأ بالمعوذتين .

خرجه وكيع في ( كتابه ) بإسناد منقطع .

وخرجه الإمام أحمد بإسناد متصل ، ولم يذكر السفر ، لكن ذكر أنه كان يقود بالنبي صلى الله عليه وسلم راحلته ، ثم ذكر صلاته عقب ذلك ، وهو دليل على السفر .

وخرجه أبو داود والنسائي مختصرا .

وكان الأولى أن يخرج في هذا الباب حديث جابر في أمر النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ أن يقرأ في صلاة العشاء ب : سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والليل إذا يغشى وقد خرجه البخاري فيما تقدم في ( أبواب : الإمامة ) .

وفي رواية له - أيضا - أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ سورتين من وسط المفصل .

[ ص: 448 ] وعلى هذا جمهور العلماء : أن المستحب أن يقرأ في صلاة العشاء سورتين من أواسط المفصل ، وهو قول الشافعي وأحمد .

وقد سبق من حديث أبي هريرة وأنس ما يدل على ذلك أيضا .

وروى ابن لهيعة ، عن ابن أبي جعفر ، عن خلاد بن السائب ، عن أبي قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( لا يقرأ في الصبح دون عشرين آية ، ولا في العشاء دون عشر آيات ) .

خرجه أبو الشيخ الأصبهاني .

وهو غريب .

وقد روي عن عمر ، أنه كتب إلى أبي موسى أن يقرأ في الفجر بوسط المفصل .

ذكره الترمذي تعليقا .

وذكر عن عثمان أنه كان يقرأ في العشاء بأوساط المفصل ؛ مثل سورة المنافقين ونحوها .

وقد تقدم عن أبي هريرة ، أنه قرأ فيها ب : إذا السماء انشقت وروي مثله عن عمر ، وعن ابن مسعود أنه قرأ في الركعة الأولى من العشاء من أول الأنفال إلى رأس الأربعين ونعم النصير ثم ركع ، ثم قام فقرأ بسورة من المفصل .

[ ص: 449 ] وقال النخعي وإسحاق : كانوا يعدلون الظهر في القراءة بالعشاء .

ومن قولهما : إن الظهر يقرأ فيها بنحو ثلاثين آية .

وقد سبق حديث في قراءة سورة الجمعة والمنافقين في صلاة العشاء ، وأن من أهل الحديث من كان يعمل به حضرا وسفرا .

وروى حرب بإسناده ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : كانوا يستحبون أن يقرأوا ليلة الجمعة سورة الجمعة ، كي يعلم الناس أن الليلة ليلة الجمعة .

قال حرب : قلت لأحمد : فنقرأ ليلة الجمعة في العتمة بسورة الجمعة و : سبح اسم ربك الأعلى ؟ قال : لا ، لم يبلغني في هذا شيء ، وكأنه كره ذلك .

وروى الخلال من طريق الحسن بن حسان ، قال : قلت لأحمد : فنقرأ في ليلة الجمعة بسورة الجمعة ؟ قال : لا بأس ، ما سمعنا بهذا شيئا أعلمه ، ولكن لا يدمن ، ولا يجعله حتما .

التالي السابق


الخدمات العلمية