صفحة جزء
747 [ ص: 489 ] 111 - باب

جهر الإمام بالتأمين

وقال عطاء : آمين دعاء ، أمن ابن الزبير ومن وراءه حتى إن للمسجد للجة ، وكان أبو هريرة ينادي الإمام : لا تسبقني بآمين .

وقال نافع : كان ابن عمر لا يدعه ، ويحضهم ، وسمعت منه في ذلك خبرا .


قال عبد الرزاق : أنا ابن جريج ، قلت لعطاء : كان ابن الزبير يؤمن على إثر أم القرآن ؟ قال : نعم ، حتى إن للمسجد للجة ، قال : إنما آمين دعاء ، قال : وكان أبو هريرة يدخل المسجد ، وقد قام الإمام فيه ، فيقول : لا تسبقني بآمين .

وروى يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أنه كان مؤذنا للعلاء بن الحضرمي بالبحرين ، فاشترط عليه أن لا يسبقه بآمين .

وروى عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، قال : قال بلال : يا رسول الله ، لا تسبقني بآمين .

وهذا مرسل .

وخرجه أبو داود ، وعنده : عن أبي عثمان ، عن بلال .

[ ص: 490 ] وهو خطأ ، قاله أبو حاتم الرازي ، قال : وهو مرسل .

وقيل : إن أبا عثمان لم يسمع من بلال بالكلية ؛ لأنه قدم المدينة في خلافة عمر ، وقد كان بلال انتقل إلى الشام قبل ذلك .

وقد رواه هشام بن لاحق ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، عن بلال ، فوصله .

وهشام ، تركه الإمام أحمد وغيره .

وقول عطاء في آمين : إنها دعاء ، يريد به -والله أعلم- أن معنى آمين : اللهم استجب ، ونحو هذا من الدعاء .

وفي ( سنن أبي داود ) عن أبي زهير النميري - وكان من الصحابة - أنه كان يقول : إذا دعا أحدكم بدعاء فليختمه بآمين ؛ فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة ، وذكر أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، قال : فأتينا على رجل قد ألح في المسألة ، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يسمع منه ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أوجب إن ختم بآمين ) .

وخرج ابن عدي بإسناد ضعيف ، عن أبي هريرة - مرفوعا - : ( آمين قوة الدعاء ) .

وفي ( آمين ) لغتان : المد ، والقصر ، والميم مخففة ، وحكي عن بعضهم تشديدها ، وقالوا : معناها قاصدين نحوك ، وزعم بعضهم أن آمين اسم من أسماء الله ، وفيه أقوال أخر لا تكاد تصلح .

[ ص: 491 ] و : ( اللجة ) - بفتح اللام وتشديد الجيم - : اختلاط الأصوات والضجات .

و : ( الرجة ) - بالراء - مثلها .

وقول أبي هريرة : ( لا تسبقني بآمين ) يدل على فضل شهود المأموم مع إمامه آمين .

وروي عن أبي الدرداء ، أنه سمع إقامة الصلاة ، فقال : أسرعوا بنا ندرك آمين .

وقد قال وكيع : من أدرك آمين مع إمامه فقد أدرك معه فضيلة تكبيرة الإحرام .

وأنكر الإمام أحمد ذلك ، وقال : لا تدرك فضيلة تكبيرة الإحرام إلا بإدراكها مع الإمام .

التالي السابق


الخدمات العلمية