صفحة جزء
[ ص: 280 ] 160 - باب

ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث

وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " من أكل الثوم والبصل، من الجوع أو غيره، فلا يقربن مسجدنا ".

خرج فيه: عن ابن عمر، وجابر، وأنس.

فأما حديث ابن عمر: فقال:

815 853 - ثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثني نافع، عن ابن عمر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال - في غزوة خيبر -: " من أكل من هذه الشجرة - يعني: الثوم - فلا يقربن مسجدنا ".


وخرجه مسلم ، ولفظه: " فلا يقربن المساجد ".

وهذا صريح بعموم المساجد، والسياق يدل عليه؛ فإنه لم يكن بخيبر مسجد بني للنبي -صلى الله عليه وسلم- إنما كان يصلي بالناس في موضع نزوله منها.

وقد روي أنه اتخذ بها مسجدا، والظاهر: أنه نصب أحجارا في مكان، فكان يصلي بالناس فيه، ثم قد نهى من أكل الثوم عن قربان موضع صلاتهم.

يدل عليه: ما خرجه مسلم من حديث أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال: لم نعد أن فتحت خيبر ، فوقعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تلك البقلة الثوم، [ ص: 281 ] والناس جياع، فأكلنا منها أكلا شديدا، فوجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الريح، فقال: " من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد "، فقال الناس: حرمت، حرمت. فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: " يا --أيها الناس--، إنه ليس بي تحريم ما أحل الله، ولكنها شجرة أكره ريحها ".

وخرج الإمام أحمد من حديث معقل بن يسار ، قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسير له، فنزلنا في مكان كثير الثوم، وإن أناسا من المسلمين أصابوا منه، ثم جاءوا إلى المصلى يصلون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنهاهم عنها، ثم جاءوا بعد ذلك إلى المصلى، فوجد ريحها منهم، فقال: " من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا في مسجدنا ".

التالي السابق


الخدمات العلمية