صفحة جزء
[ ص: 380 ] 9 - باب

من تسوك بسواك غيره

850 890 - حدثنا إسماعيل، حدثني سليمان بن بلال: قال هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة، قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقصمته، ثم مضغته، فأعطيته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستن به، وهو مستند إلى صدري.


يروى: " فقصمته " بفتح الصاد المهملة، أي: كسرته، فأبنت منه الموضع الذي كان استن به عبد الرحمن ، والقصامة: ما يكسر من رأس السواك.

هذا هو الذي ذكره الخطابي ، وقال: أصل القصم: الدق.

ويروى: " فقضمته "، بكسر الضاد المعجمة، من القضم، وهو العض بالأسنان، ومنه: الحديث: " فيقضمها كما يقضم الفحل ".

[...] الاستياك بسواك غيره في " باب: دفع السواك إلى الأكبر " من " كتاب الطهارة " فأغنى عن إعادته هاهنا.

وفي الحديث: دليل على أن الاستياك سنة في جميع الأوقات ، عند إرادة الصلاة وغيرها، فإن استياك النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا السواك كان في مرض موته عند خروج [ ص: 381 ] نفسه، ولم يكن قاصدا حينئذ لصلاة ولا تلاوة.

وقد قيل: إنه قصد بذلك التسوك عند خروج نفسه الكريمة؛ لأجل حضور الملائكة الكرام، ودنوهم منه لقبض روحه الزكية الطاهرة الطيبة.

وقد أمر سلمان الفارسي -رضي الله عنه- امرأته عند احتضاره أن تطيب موضعه بالمسك؛ لحضور الملائكة فيه، وقال: أنه يزورني أقوام، يجدون الريح، ولا يأكلون الطعام - أو كما قال.

التالي السابق


الخدمات العلمية