صفحة جزء
خرج البخاري في هذا الباب ثلاثة أحاديث:

الأول:

865 907 - ثنا علي بن عبد الله، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا يزيد بن أبي مريم، ثنا عباية بن رفاعة، قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة، فقال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار ".


" يزيد بن أبي مريم "، هو: الأنصاري الشامي ، وهو بالياء المثناة من تحت، وبالزاي.

[ ص: 437 ] وأما بريد بن أبي مريم - بالباء الموحدة، والراء المهملة - فبصري، لم يخرج له البخاري في " صحيحه " شيئا.

وخرج الإسماعيلي في " صحيحه " هذا الحديث بسياق تام، ولفظه: عن يزيد بن أبي مريم : بينما أنا رائح إلى الجمعة إذ لحقني عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري ، وهو راكب وأنا ماش، فقال: احتسب خطاك هذه في سبيل الله، فإني سمعت أبا عبس بن جبر الأنصاري يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار ".

وخرجه الترمذي والنسائي - بمعناه.

ففي هذه الرواية أن هذه القصة جرت ليزيد مع عباية ، وفي رواية البخاري أنها جرت لعباية مع أبي عبس ، وقد يكون كلاهما محفوظا. والله أعلم.

وليس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث ذكر المشي إلى الجمعة، إنما فيه فضل المشي في سبيل الله، فأدخل الراوي المشي إلى الجمعة في عموم السبيل، وجعله شاملا له وللجهاد.

والأظهر في إطلاق سبيل الله: الجهاد، وقد يؤخذ بعموم اللفظ، كما أذن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن جعل بعيره في سبيل الله أن يحج عليه، وقال: " الحج من سبيل الله "، وقد ذكرناه في موضع آخر.

وقد كان كثير من السلف يختارون المشي إلى الجمعة، كما سبق عن غير واحد من الصحابة.

وقد روي عن عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- أنه كان يبكر إلى الجمعة، ويخلع نعليه، ويمشي حافيا، ويقصر في مشيه .

[ ص: 438 ] خرجه الأثرم بإسناد منقطع.

التالي السابق


الخدمات العلمية