صفحة جزء
فيه ثلاثة أحاديث:

الأول:

875 917 - نا قتيبة، نا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله القاري الإسكندراني، نا أبو حازم بن دينار، أن رجالا أتوا سهل بن سعد الساعدي، وقد امتروا في المنبر: مم عوده؟ فسألوه عن ذلك، فقال: إني والله لأعرف مما هو، ولقد رأيته أول يوم وضع، وأول يوم جلس عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى فلانة - امرأة قد سماها سهل -: " مري غلامك النجار أن يعمل لي أعوادا أجلس عليهن إذا كلمت الناس "، فأمرته، فعملها من طرفاء الغابة، ثم جاء بها، فأرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر بها فوضعت هاهنا، ثم رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى عليها، وكبر وهو عليها، ثم ركع وهو عليها، ثم نزل القهقرى فسجد في أصل المنبر ثم عاد، فلما فرغ أقبل على الناس، فقال: " يا -أيها الناس-، إنما صنعت هذا لتأتموا بي، ولتعلموا صلاتي ".


[ ص: 464 ] قد خرجه فيما تقدم من حديث ابن عيينة عن أبي حازم ، وهذا السياق أتم.

وفي رواية ابن عيينة : " من أثل الغابة "، و: " الأثل " و: " الطرفاء ": يشبه بعضه بعضا. و: " الغابة ": خارج المدينة مشهورة.

وخرجه البخاري - أيضا - مختصرا في " أبواب المساجد "، في " باب: الاستعانة بالصناع والنجار في عمل المسجد والمنبر " من حديث عبد العزيز بن أبي حازم ، وذكرنا الاختلاف في رسم الذي عمل المنبر.

وخرجه مسلم من حديث عبد العزيز بتمامه، وفي حديثه: أن المنبر كان ثلاث درجات.

وقد روي هذا الحديث عن سهل من وجه آخر، وفيه: حنين الخشبة.

خرجه ابن سعد في " طبقاته "، ثنا أبو بكر بن أبي أويس ، حدثني سليمان بن بلال ، عن سعد بن سعيد بن قيس ، عن عباس بن سهل بن سعد ، عن أبيه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم يوم الجمعة إذا خطب إلى خشبة ذات فرضتين - قال: أراه كانت من دومة كانت في مصلاه - فكان يتكئ عليها، فقال له أصحابه: يا رسول الله، إن الناس قد كثروا، فلو اتخذت شيئا تقوم عليه إذا خطبت نراك؟ فقال: " ما شئتم ".

قال سهل : ولم يكن بالمدينة إلا نجار واحد، فذهبت أنا وذلك النجار إلى الخانقين، فقطعنا هذا المنبر من أثله. قال: فقام عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فحنت الخشبة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ألا تعجبون لحنين هذه الخشبة؟ " فأقبل الناس [ ص: 465 ] وفرقوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم، فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أتاها، فوضع يده عليها، فسكنت، فأمر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدفنت تحت منبره - أو جعلت في السقف
.

ورواه أبو إسماعيل الترمذي ، عن أيوب بن سليمان بن بلال ، عن أبي بكر بن أبي أويس ، به.

وهذا إسناد جيد، ورجاله كلهم يخرج لهم البخاري ، إلا سعد بن سعيد بن قيس - وهو: أخو يحيى بن سعيد -؛ فإن البخاري استشهد به، وخرج له مسلم ، وتكلم بعضهم في حفظه.

التالي السابق


الخدمات العلمية