صفحة جزء
[ ص: 346 ] [ ص: 347 ] 16

كتاب الكسوف

[ ص: 348 ] [ ص: 349 ] بسم الله الرحمن الرحيم

16

كتاب الكسوف

1 - باب الصلاة في كسوف الشمس

فيه أربعة أحاديث:

الحديث الأول:

993 1040 - نا عمرو بن عون، نا خالد، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم، وانكسفت الشمس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم- يجر رداءه، حتى دخل المسجد، فدخلنا، فصلى بنا ركعتين، حتى انجلت الشمس، فقال: " إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا، وادعوا، حتى يكشف ما بكم".


سماع الحسن من أبي بكرة صحيح عند علي بن المديني والبخاري وغيرهما، وخالف فيه ابن معين ، وقد سبق ذلك.

وقد ذكر البخاري - فيما بعد- أن مبارك بن فضالة رواه عن الحسن ، قال: حدثني أبو بكرة .

[ ص: 350 ] وخرجه الإمام أحمد كذلك.

وقد رواه قتادة ، عن الحسن ، عن النعمان بن بشير ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم.

خرج حديثه النسائي .

وهذا مخالف لروايات أصحاب الحسن ، عنه، عن أبي بكرة .

وجر النبي - صلى الله عليه وسلم- رداءه هاهنا; لأنه قام عجلا دهشا، كما في حديث أبي موسى : " فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة"، وسيأتي فيما بعد.

وإنما يكره جر الرداء تعمدا لذلك.

وفي رواية الإمام أحمد لهذا الحديث: " فقام يجر ثوبه مستعجلا".

وقوله: " فصلى بنا ركعتين "، لم يذكر صفة الركعتين.

وقد رواه ابن علية ويزيد بن زريع ، عن يونس ، فزادا في الحديث: " فصلى بهم ركعتين نحو ما يصلون".

وخرجه ابن حبان في " صحيحه" من رواية أشعث ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه صلى في كسوف الشمس والقمر ركعتين، مثل صلاتكم.

وخرجه النسائي ، ولم يذكر: " القمر"، وعنده: " مثل صلاتكم هذه".

وقال ابن حبان : أراد به مثل صلاتكم في الكسوف.

[ ص: 351 ] وهذا التأويل متجه في رواية ابن علية ويزيد بن زريع ، عن يونس أيضا.

وبذلك تأولها البيهقي .

والمتبادر إلى الفهم: التشبيه بصلاة ركعتين، يتطوع بهما.

وهذا مما تعلق به من قال: إن صلاة الكسوف ليس فيها ركوع زائد، وسيأتي ذكره إن شاء الله سبحانه تعالى.

وفيه دليل على أن صلاة الكسوف تستدام حتى تنجلي الشمس.

وقوله: " إنهما لا يكسفان لموت أحد "، إشارة إلى قول الناس: " إن الشمس كسفت لموت إبراهيم عليه السلام ".

وفي رواية خرجها البخاري - فيما بعد-: " وذلك أن ابنا للنبي صلى الله عليه وسلم مات، يقال له: إبراهيم ، فقال الناس في ذلك".

وروى هذا الحديث محمد بن دينار الطاحي ، عن يونس ، فزاد في الحديث: " وإن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له".

خرجه الدارقطني .

وقال: تابعه: نوح بن قيس ، عن يونس .

وخرجه - أيضا- من رواية بكار بن يونس : ثنا حميد ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، بهذه الزيادة أيضا.

[ ص: 352 ] ورويت هذا......

التالي السابق


الخدمات العلمية