صفحة جزء
8 قال البخاري :

وقال معاذ : اجلس بنا نؤمن ساعة .


هذا الأثر رواه سفيان الثوري والأعمش ومسعر ، كلهم عن جامع بن شداد ، عن الأسود بن هلال قال : قال معاذ بن جبل لرجل : اجلس نؤمن ساعة ، يعني : نذكر الله .

وقد روي مثله عن طائفة من الصحابة :

فروى زبيد ، عن زر بن حبيش قال : كان عمر بن الخطاب يقول لأصحابه : هلموا نزداد إيمانا ! فيذكرون الله .

وروى أبو جعفر الخطمي ، عن أبيه ، عن جده عمير بن حبيب بن [ ص: 13 ] خماشة - وهو من الصحابة - أنه قال : إن الإيمان يزيد وينقص ، قالوا : وما زيادته ونقصانه ؟ قال : إذا ذكرنا الله وخشيناه فذلك زيادته ، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه .

فزيادة الإيمان بالذكر من وجهين :

أحدهما : أنه يجدد من الإيمان والتصديق في القلب ما درس منه بالغفلة ، كما قال ابن مسعود : الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع .

وفي " المسند " عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " جددوا إيمانكم ! " قالوا : كيف نجدد إيماننا ؟ قال : " قولوا : لا إله إلا الله " .

والثاني : أن الذكر نفسه من خصال الإيمان ، فيزداد الإيمان بكثرة الذكر ; فإن جمهور أهل السنة على أن الطاعات كلها من الإيمان فرضها ونفلها ، وإنما أخرج النوافل من الإيمان قليل منهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية