صفحة جزء
[ ص: 498 ] 64 - باب

الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد

437 448 - حدثنا قتيبة: ثنا عبد العزيز: حدثني أبو حازم، عن سهل، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة: " مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن " .

438 449 - حدثنا خلاد: ثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر، أن امرأة قالت: يا رسول الله، ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه، فإن لي غلاما نجارا؟ قال: " إن شئت " فعملت المنبر


في هذين الحديثين كليهما: أن النجار الذي صنع المنبر كان غلاما لامرأة.

وحديث سهل مختصر، قد أتمه البخاري في مواضع، وقد سبق بتمامه في " باب: الصلاة في المنبر والسطوح " وفيه: أن سهلا سئل: من أي شيء المنبر؟ فقال: ما بقي في الناس أعلم به مني، هو من أثل الغابة، عمله فلان مولى فلانة - وذكر الحديث.

وخرج ابن سعد وغيره من حديث عباس بن سهل بن سعد ، عن أبيه، أنه ذكر المنبر، فقال: لم يكن بالمدينة إلا نجار واحد، فذهبت أنا وذلك النجار إلى الخانقين، فقطعت هذا المنبر من أثلة.

وخرج الطبراني بإسناد ضعيف، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فمر رومي فقال: لو دعاني محمد لجعلت له ما هو أرفق من هذا، فدعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل له المنبر أربع مراق - وذكر الحديث.

[ ص: 499 ] وخرج ابن سعد عن الواقدي بإسناد له، عن أبي هريرة - وبعض الحديث بإسناد آخر - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع في المسجد قائما، فقال: " إن القيام قد شق علي " فقال له تميم الداري : ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام ؟ فشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في ذلك، فرأوا أن يتخذه، فقال العباس بن عبد المطلب : يا رسول الله، إن لي غلاما - يقال له: كلاب - أعمل الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مره أن يعمله " فأرسله إلى أثلة بالغابة، فقطعها، ثم عمل منها درجتين، ومقعدا، ثم جاء به فوضعه في موضعه اليوم - وذكر حديثا طويلا.

وإسناده لا يعتمد عليه.

وخرج أبو داود من طريق عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك يا رسول الله منبرا يجمع - أو يحمل - عظامك؟ قال: " بلى " فاتخذ له منبرا مرقاتين.

وخرج الطبراني من رواية شيبة أبي قلابة عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن جابر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فقيل له: إن الإسلام قد انتهى، وكثر الناس، فلو أمرت بصنعة شيء تشخص عليه، فقال لرجل: "أتصنع المنبر؟" قال: نعم. قال: " ما اسمك؟ " قال: فلان. قال: " لست صاحبه " فدعا آخر، فقال: "أتصنع المنبر؟" فقال مثل مقالته، ثم دعا آخر، فقال: نعم - إن شاء الله - قال: " ما اسمك؟ " قال: إبراهيم . قال: " خذ في صنعته ".

وخرجه عبد بن حميد في " مسنده " عن علي بن عاصم ، عن الجريري عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد .

[ ص: 500 ] وروى عبد الرزاق ، عن رجل من أسلم - وهو إبراهيم بن أبي يحيى - عن صالح مولى التوأمة ، أن باقوم مولى العاص بن أمية صنع للنبي صلى الله عليه وسلم منبره من طرفاء، ثلاث درجات .

ورواه محمد بن سليمان بن مسمول ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن صالح مولى التوأمة : حدثني باقوم مولى سعيد بن العاص ، قال: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا من طرفاء الغابة، ثلاث درجات: القعدة ودرجتيه .

وكلا الإسنادين واه جدا.

وقد روي عن ابن سيرين ، أن باقوم الرومي أسلم، فلم يدر به سهيل بن عمرو ، ومات ولم يدع وارثا، فدفع النبي صلى الله عليه وسلم ميراثه إلى سهيل.

ذكر ذلك ابن منده في كتاب " معرفة الصحابة ".

وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : الغلام اسمه: مينا . ومولاته: لا نعلم أحدا سماها.

ثم رواه بإسناده، عن هارون بن موسى ، ثنا محمد بن يحيى ، قال: قال إسماعيل بن عبد الله : الذي عمل المنبر: غلام الأنصارية، واسمه: مينا .

ومما يدخل في هذا الباب: حديث قيس بن طلق ، عن أبيه، في استعانة النبي صلى الله عليه وسلم به في بناء المسجد في عمل الطين، وقد سبق في الباب الماضي.

التالي السابق


الخدمات العلمية