صفحة جزء
486 - وأن ابن عمر كان يصلي إلى العرق الذي عند منصرف الروحاء، [ ص: 600 ] وذلك العرق انتهاء طرفه على حافة الطريق، دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف، وأنت ذاهب إلى مكة وقد ابتني ثم مسجد، فلم يكن عبد الله يصلي في ذلك المسجد، كان يتركه عن يساره ووراءه ويصلي أمامه إلى العرق نفسه، وكان عبد الله يروح من الروحاء فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك المكان، فيصلي فيه الظهر، وإذا أقبل من مكة فإن مر به قبل الصبح بساعة أو من آخر السحر عرس حتى يصلي بها الصبح.


قال الخطابي : العرق: جبيل صغير.

ومنصرف الروحاء : المنصرف - بفتح الراء - ويقال: إن بينه وبين بدر أربعة برد، والمسجد المبني هناك، قيل: إنه في آخر وادي الروحاء مع طرف الجبل على يسار الذاهب إلى مكة . وقيل: إنه لم يبق منه منذ زمان إلا آثار يسيرة، وأنه كان يعرف حينئذ بمسجد الغزالة .

وذكروا أن عن يمين الطريق لمن كان بهذا المسجد وهو مستقبل النازية موضعا كان ابن عمر ينزل فيه، ويقول: هذا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ثم شجرة، كان ابن عمر إذا نزل وتوضأ صب فضل وضوئه في أصلها، ويقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.

والنازية : قال صاحب "معجم البلدان": - بالزاي وتخفيف الياء -: عين على طريق الآخذ من مكة إلى المدينة قرب الصفراء ، وهي إلى المدينة أقرب.

ولم يصرح ابن عمر في صلاته إلى هذا العرق بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم صلى إليه، ولكن محافظته على الصلاة في هذا المكان ذاهبا وراجعا وتعريسه به حتى يصلي به الصبح يدل على أنه إنما فعل ذلك اقتداء بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم فيه.

[ ص: 601 ] ثم رجعنا إلى بقية الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية