صفحة جزء
470 487 - وأن عبد الله حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل تحت سرحة ضخمة دون الرويثة عن يمين الطريق، ووجاه الطريق في مكان بطح سهل حتى يفضي من أكمة دوين بريد الرويثة بميلين وقد انكسر أعلاها فانثنى في جوفها، وهي قائمة على ساق، وفي ساقها كثب كثيرة.


السرحة : شجرة، وتجمع على سرح كتمرة وتمر، وهو ضرب من الشجر له ثمر، وقيل: هي شجرة بيضاء. وقيل: كل شجرة طويلة سرحة.

وقال إبراهيم الحربي : السرح شجر كبار طوال لا ترعى، يستظل به، لا ينبت في رمل أبدا، ولا في جبل، ولا تأكله الماشية إلا قليلا، له غصن أصفر.

وقد وصفها بأنها ضخمة - أي: عظيمة - وأنه انكسر أعلاها فانثنى في جوفها، وأنها قائمة على ساق، وفي ساقها كثب كثيرة.

وقد سبق أن الكثب جمع كثيب، وهو ما غلظ وارتفع عن وجه الأرض.

والبطح : الواسع. والرويثة مكان معروف بين مكة والمدينة .

وأما مكان هذه السرحة فلا يعرف منذ زمان، وقد ذكر ذلك بعض من صنف في أخبار المدينة بعد السبعمائة، وذكر أنه لا يعرف في يومه ذاك من هذه المساجد المذكورة في هذا الحديث سوى مسجد الروحاء ومسجد الغزالة ، وذكر معهما مسجدا ثالثا، وزعم أنه معروف - أيضا - بالروحاء ، عند عرق الظبية ، عند جبل ورقان ، وذكر فيه حديثا رواه الزبير بن بكار بإسناد ضعيف جدا، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا ". وهذا لا يثبت، ولعله أحد المسجدين بالروحاء ، وقد تقدم ذكرهما.

ثم رجعنا إلى بقية الحديث:

التالي السابق


الخدمات العلمية