صفحة جزء
[ ص: 666 ] 100 - باب

يرد المصلي من مر بين يديه

ورد ابن عمر في التشهد وفي الكعبة، وقال: إن أبى إلا أن يقاتله قاتله


رد ابن عمر في الكعبة قد ذكرناه في "باب السترة بمكة وغيرها".

وأما رده في التشهد، فقال أبو نعيم : ثنا فطر بن خليفة ، عن عمرو بن دينار ، قال: مررت بابن عمر بعدما جلس في آخر صلاته حتى أنظر ما يصنع، فارتفع من مكانه فدفع في صدري.

قال: وثنا جعفر بن برقان ، عن عمرو بن دينار ، قال: أردت أن أمر بين يدي ابن عمر وهو يصلي، فانتهرني بتسبيحة.

قال: وثنا بشير بن مهاجر ، قال: رأيت أنس بن مالك وهو جالس في صلاته لم ينصرف، فجاء رجل يريد أن يمر بينه وبين السارية، فأماطه.

وروى ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال: انصرف الإمام من العصر، فقمت أبادر مجلس عبيد بن عمير ، فمررت بين يدي ابن عمر وأنا لا أشعر، فقال: سبحان الله سبحان الله - مرتين - وجثا على ركبتيه، ومد يديه حتى ردني.

وأما قول ابن عمر : "إن أبى إلا أن تقاتله فقاتله" فقد خرجه عبد الرزاق في "كتابه" عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال: لا تدع أحدا يمر بين يديك وأنت تصلي، فإن أبى إلا أن تقاتله فقاتله.

وقد روي عن ابن عمر مرفوعا من رواية الضحاك بن عثمان ، عن صدقة بن [ ص: 667 ] يسار ، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه، فإن أبى فليقاتله; فإن معه القرين".

خرجه مسلم .

وفي رواية أخرى لابن ماجه : "فإن معه العزى".

وروى النضر بن كثير أبو سهل السعدي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا كنت تصلي فمر بين يديك أحد، فرده، فإن أبى فرده، فإن أبى فقاتله; فإنه شيطان ".

خرجه الدارقطني في "المختلف والمؤتلف".

وقال في النضر هذا: فيه نظر.

وكذا قال أبو حاتم الرازي : شيخ فيه نظر. وكذا قال البخاري : فيه نظر. وقال في موضع آخر: عنده مناكير.

وخرجه الطبراني في "الأوسط" وقال: تفرد به النضر بن كثير .

ولفظه: "فإن عاد الرابعة فقاتله".

وخرجه البزار وقال: لا نعلم أسند قتادة عن نافع ، عن ابن عمر إلا هذا، ولا رواه عن سعيد إلا النضر وهو بصري مشهور لا بأس به.

وزعم ابن حبان أنه يروي الموضوعات عن الثقات. فالله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية