صفحة جزء
وخرج في هذا الباب أربعة أحاديث :

الحديث الأول :

قال :

534 559 - حدثنا محمد بن مهران : ثنا الوليد : ثنا الأوزاعي : حدثني أبو النجاشي مولى رافع - هو : عطاء بن صهيب - ، قال : سمعت رافع بن خديج قال : كنا نصلي المغرب مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله .


وقد روي هذا المعنى عن غير واحد من الصحابة في صلاتهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب ، ولم يخرج في ( الصحيحين ) من غير هذه الطريق .

وقد روى شعبة ، عن أبي بشر ، عن حسان بن بلال ، عن رجال من أسلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ; أنهم كانوا يصلون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم يرجعون إلى أهليهم إلى أقصى المدينة يرمون ، يبصرون مواقع سهامهم .

خرجه النسائي .

وخرجه الإمام أحمد ، عن هشيم ، عن أبي بشر ، عن علي بن بلال الليثي ، [ ص: 159 ] عن ناس من الأنصار ، قالوا : كنا نصلي مع رسول الله المغرب ، ثم ننصرف فنترامى حتى نأتي ديارنا ، فيما يخفى علينا مواقع سهامنا .

وخرجه - أيضا - من رواية أبي عوانة ، عن أبي بشر - بنحوه .

وهو أشبه من رواية شعبة - : قاله البخاري في ( تاريخه ) .

وروى الزهري ، عن رجل من أبناء النقباء ، عن أبيه ، قال : كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب ، ثم ننصرف فننظر إلى مواقع النبل ، وبينهم نحو من ميل . يعني : قباء .

وفي رواية : ثم نخرج إلى منازلنا ، وإن أحدنا لينظر إلى موقع نبله ، قيل للزهري : كم كان منازلهم ؟ قال : ثلثا ميل .

وخرج الإمام أحمد وابن خزيمة في ( صحيحه ) من حديث جابر ، قال : كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب ، ثم نأتي بني سلمة ونحن نبصر مواقع النبل .

وخرجه الإمام أحمد من رواية ابن عقيل ، عن جابر - بنحوه ، إلا أنه قال : ثم نرجع إلى منازلنا وهي [على قدر] ميل وأنا أبصر موقع النبل .

وهذا كله يدل على شدة تعجيل النبي - صلى الله عليه وسلم - لصلاة المغرب ، ولهذا كانت تسمى صلاة البصر .

كما خرجه الإمام أحمد من رواية أبي طريف الهذلي ، قال : كنت مع [ ص: 160 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - حين جاء خبر أهل الطائف ، فكان يصلي بنا صلاة العصر ، حتى لو أن رجلا رمى لرأى موقع نبله .

قال الإمام أحمد : صلاة البصر : هي صلاة المغرب .

التالي السابق


الخدمات العلمية