صفحة جزء
584 [ ص: 429 ] 5 – باب رفع الصوت بالنداء

وقال عمر بن عبد العزيز : أذن أذانا سمحا ، وإلا فاعتزلنا .


قال وكيع : ثنا سفيان ، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين المكي ، أن مؤذنا أذن فطرب في أذانه ، فقال له عمر بن عبد العزيز : أذن أذانا سمحا ، وإلا فاعتزلنا .

وخرج الدارقطني هذا مرفوعا من حديث ابن عباس ، وإسناده لا يصح .

وروي عن ابن عمر ، أنه قال لمؤذن : إني أبغضك في الله ؛ إنك تبغي في أذانك .

يشير إلى أنه يتجاوز الحد المشروع بتمطيطه والتطريب فيه .

وفي رواية : أنه قال : إنك تختال في أذانك .

كأنه يشير إلى التفخيم في صوته والتشادق والتكبر .

وقال أحمد في التطريب في الأذان : هو محدث .

يعني : أنه لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .

والقول في الأذان بالتطريب كالقول في قراءة القرآن بالتلحين . وكرهه مالك والشافعي - أيضا .

وقال إسحاق : هو بدعة . نقله عنه إسحاق بن منصور .

[ ص: 430 ] ونقل عنه حرب ، قال : التسميح أحب إلي ، فإن كان يؤذن بأجر فإني أكرهه - يعني : التطريب - وإن من كان بغير أجر ، وكان أنشط للعامة فلا بأس .

وقد يستدل لذلك بقول ابن عمر : إني أبغضك في الله ؛ إنك تحسن صوتك - يعني : في الأذان - لأجل الدراهم .

وسنذكره فيما بعد - إن شاء الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية