صفحة جزء
2294 (بسم الله الرحمن الرحيم)

(كتاب في اللقطة)


أي هذا كتاب في بيان أحكام اللقطة ، هكذا وقع للمستملي والنسفي : كتاب في اللقطة ، وكذا وقع في رواية ابن التين وابن بطال ، وتبعهما على ذلك صاحب التلويح ، وفي رواية الباقين : بسم الله الرحمن الرحيم ، باب إذا أخبر رب اللقطة بالعلامة دفع إليه على ما يجيء ، واللقطة بضم اللام وفتح القاف اسم للمال الملتقط ، قال بعض شراح كتب الحنفية : إن هذا اسم الفاعل للمبالغة ، وبسكون القاف اسم مفعول كالضحكة ومعنى المبالغة فيه لزيادة معنى اختص به ، وهو أن كل من رآها يميل إلى رفعها ، فكأنها تأمره بالرفع; لأنها حاملة إليه فأسند إليها مجازا ، فجعلت كأنها هي التي رفعت نفسها ، ونظيره قولهم : ناقة حلوب [ ص: 264 ] ودابة ركوب ، وهو اسم فاعل سميت بذلك لأن من رآها يرغب في الحلب والركوب ، فنزلت كأنها أحلبت نفسها وأركبت نفسها ، قلت : فيه تعسف وليس كذلك ، بل اللقطة سواء كان بفتح القاف أو سكونها اسم موضوع على هذه الصيغة للمال الملتقط ، وليس هذا مثل الضحكة ، ولا مثل ناقة حلوب ودابة ركوب; لأن هذه صفات تدل على الحدوث والتجدد غير أن الأول للمبالغة في وصف الفاعل أو المفعول ، والثاني والثالث بمعنى المفعول للمبالغة ، وقال ابن سيده : اللقطة واللقطة واللقاطة ما التقط ، وفي الجامع : اللقطة ما التقطه الإنسان فاحتاج إلى تعريفه ، وفي التلويح ، وقيل : اللقطة هو الرجل الذي يلتقط ، واسم الموجود لقطة ، وعن الأصمعي وابن الأعرابي والفراء : بفتح القاف اسم المال . وعن الخليل : هي بالفتح اسم الملتقط كسائر ما جاء على هذا الوزن يكون اسم الفاعل كهمزة ولمزة ، وبسكون القاف اسم المال الملقوط . قال الأزهري : هذا قياس اللغة ، ولكن كلام العرب في اللغة على غير القياس ، فإن الرواة أجمعوا على أن اللقطة يعني بالفتح اسم للشيء الملتقط ، والالتقاط العثور على الشيء من غير قصد وطلب ، وفي أدب الكتاب : تسكين القاف من لحن العامة ، ورد عليه بما ذكرنا عن الخليل ، وقال النووي : ويقال لها أيضا : لقاطة بالضم ، ولقط بفتح القاف واللام بلا هاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية