صفحة جزء
لقوله تعالى : إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا
هذا تعليل لحسن عفو المظلوم ، قوله : إن تبدوا أي تظهروا خيرا بدلا من السوء أو تخفوه أي أو أخفيتموه أو عفوتم عمن أساء إليكم ، فإن ذلك مما يقربكم إلى الله تعالى ويجزل ثوابكم لديه ، فإن من صفاته تعالى أن يعفو عن عباده مع قدرته على عقابهم ، ولهذا قال : فإن الله كان عفوا قديرا ولهذا ورد في الأثر أن حملة العرش يسبحون الله تعالى فيقول بعضهم سبحانك على حلمك بعد علمك ، ويقول بعضهم : سبحانك على عفوك بعد قدرتك ، وفي الصحيح : " ما نقص مال من صدقة ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، ومن تواضع لله رفعه الله " وروى أبو داود من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال [ ص: 292 ] لأبي بكر رضي الله تعالى عنه : " ما من عبد ظلم مظلمة فعفا عنها إلا أعز الله بها نصره " وأخرج الطبري عن السدي في قوله : أو تعفوا عن سوء أي عمن ظلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية