صفحة جزء
2394 15 - حدثنا عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن قيس ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : لما قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت في الطريق :


يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت



قال : وأبق مني غلام لي في الطريق ، قال : فلما قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - بايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
يا أبا هريرة ، هذا غلامك ، فقلت : هو حر لوجه الله فأعتقته .



هذا طريق آخر أخرجه ، عن عبيد الله بتصغير العبد ابن سعيد السرخسي اليشكري ، يكنى أبا قدامة ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين ، وهذا هو المشهور في الروايات كلها ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وإسماعيل وقيس ذكرا في الحديث السابق ، قوله : " وأبق " بفتح الباء وحكى ابن القطاع كسرها ، ومعناه هرب ، قوله : " فبينا " قد مر غير مرة أنه للمفاجأة ، وأضيف إلى الجملة الاسمية ، وجوابه قوله إذ ، قوله : " هذا غلامك " إما أن يكون وصفه له أو رآه مقبلا إليه ، أو أخبره الملك ، قوله : " فأعتقته " يعني أعتقه ، قوله : " هو حر لوجه الله " وليس معناه أنه أعتقه بعد هذا بلفظ آخر ، فعلى هذا تكون الفاء فيه تفسيرية ، والأولى أن تكون فصيحة .

وفيه جواز قول الشعر وترجيه من طول ليلته ، وحمد عاقبته إذ نجاه الله من دار الكفر ، وساقه إلى دار الإسلام ، ويؤخذ منه جواز إنشاد الشعر يكون فيه شكر الله تعالى ، والثناء عليه ، أو لدفع ملل ، أو لإشغال نفسه عند توحده ، أو شعر فيه مدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو غيره بشرط ترك الغلو والإغراق ، ولا يجوز إنشاد شعر فيه هجو أحد من المسلمين ، أو فيه ذكر أجنبية ، ووصفها ، ونحو ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية