صفحة جزء
2396 قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : من أشراط الساعة أن تلد الأمة ربها .


هذا التعليق مر موصولا مطولا في كتاب الإيمان في باب سؤال جبريل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عن الإيمان ، وتقدم الكلام فيه هناك ، وجه إيراد هذا هنا هو أن منهم من استدل على جواز بيع أمهات الأولاد ، ومنهم من منع ذلك ، فكأن البخاري أراد بذكره هذا الإشارة إلى ذلك ، والذي عليه الجمهور أنه لا يدل على الجواز ، ولا على المنع ، وقال النووي في شرح مسلم : وقد استدل إمامان من كبار العلماء على ذلك استدل أحدهما على الإباحة ، والآخر على المنع ، وذلك عجيب منهما ، وقد أنكر عليهما ، فإنه ليس كل ما أخبر صلى الله تعالى عليه وسلم بكونه من علامات الساعة يكون محرما أو مذموما كتطاول الرعاء في البنيان ، وفشو المال ، وكون خمسين امرأة لهن قيم واحد ليس بحرام بلا شك ، وإنما هذه علامات ، والعلامة لا يشترط فيها شيء من ذلك بل تكون بالخير والشر والمباح والمحرم والواجب وغيره انتهى ، ( قلت ) : وجه استدلال المجيز أن ظاهر قوله : [ ص: 93 ] " ربها " أن المراد به سيدها ، لأن ولدها من سيدها يتنزل منزلة سيدها لمصير مآل الإنسان إلى ولده غالبا ، ووجه استدلال المانع أن هذا إخبار عن غلبة الجهل في آخر الزمان حتى تباع أمهات الأولاد فيكثر ترداد الأمة في الأيدي حتى يشتريها ولدها وهو لا يدري فيكون فيه إشارة إلى تحريم بيع أمهات الأولاد ، ولا يخفى تعسف الوجهين .

التالي السابق


الخدمات العلمية