صفحة جزء
2402 [ ص: 101 ] 23 - حدثنا ابن أبي مريم قال : أخبرني الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب قال : ذكر عروة أن مروان والمسور بن مخرمة قال : أخبراه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن ، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال : إن معي من ترون ، وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما المال وإما السبي ، وقد كنت استأنيت بهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا : فإنا نختار سبينا ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فإن إخوانكم جاؤونا تائبين ، وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم ، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ، ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ، فقال الناس : طيبنا ذلك ، قال : إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم ، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ، ثم رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم طيبوا ، وأذنوا فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن .


مطابقته للترجمة في قوله : " من ملك رقيقا من العرب فوهب " وقد مر الحديث في كتاب الوكالة في باب إذا وهب شيئا لوكيل أو شفيع قوم جاز إلى قوله : قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : " نصيبي لكم " ، وأخرجه هناك عن سعيد بن عفير ، عن الليث ، عن عقيل إلى آخره ، وهنا أخرجه عن سعيد بن أبي مريم ، عن الليث إلى آخره ، وقد مر الكلام فيه هناك .

قوله : " ذكر عروة " هو ابن الزبير وسيأتي في الشروط من طريق معمر ، عن الزهري ، أخبرني عروة ، قوله : " إن مروان والمسور بن مخرمة " مروان هو ابن الحكم قال الكرماني : صح سماع مسور من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وأما مروان فقد قال الواقدي : رأى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولكنه لم يحفظ عنه شيئا ، وقال ابن بطال : الحديث مرسل لم يسمع المسور من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، ومروان لم يره قط ، قوله : " استأنيت " بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الهمزة وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف أي انتظرت ، قوله : " حين قفل " أي حين رحل ، قوله : " حتى يفيء الله " بفتح الياء أي حتى يرجع الله إلينا من مال الكفار ، ويعطينا خراجا أو غنيمة أو غير ذلك ، وليس المراد الفيء الاصطلاحي مخصوصا ، قوله : " عرفاؤكم " جمع عريف وهو النقيب وهو دون الرئيس ، قوله : " فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن " هو قول ابن شهاب الزهري ، وكانت هذه الواقعة في سنة ثمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية