صفحة جزء
2499 8 - حدثنا سليمان بن حرب قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس رضي الله عنه قال : مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا ، فقال : وجبت ، ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرا أو قال غير ذلك ، فقال : وجبت ، فقيل : يا رسول الله قلت لهذا وجبت ولهذا وجبت ، قال : شهادة القوم ، المؤمنون شهداء الله في الأرض .


مطابقته للترجمة تأتي على ما ذهب إليه أبو حنيفة من أن الواحد يكفي في التعديل لأن قوله : " المؤمنون " جمع محلى بالألف واللام ، والألف واللام إذا دخل الجمع يبطل الجمعية ويبقى الجنسية وأدناها واحد ، ويتأيد هذا بقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما مر عليه بثلاث جنائز وجبت في كل واحد منها ، فقال له أبو الأسود : وما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال : قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة " فقلنا : وثلاثة قال : وثلاثة ، فقلنا : واثنان ؟ قال : واثنان ، ثم لم نسأله عن الواحد .

والحديث يأتي الآن في هذا الباب وقد مضى في كتاب الجنائز في باب ثناء الناس على الميت أيضا ، وإنما لم يسألوا عن الواحد لأنهم كانوا يعتمدون قول الواحد في ذلك ، لكنهم لم يسألوا عن حكمه ، ويؤيده أيضا أن البخاري صرح بالاكتفاء في التزكية بواحد على ما يجيء عن قريب إن شاء الله تعالى ، وحديث الباب مر في كتاب الجنائز أيضا في الباب المذكور .

قوله : " شهادة القوم " كلام إضافي مبتدأ وخبره محذوف تقديره مقبولة .

قوله : " المؤمنون " مبتدأ ، وقوله : " شهداء الله " خبره ، هكذا هو في رواية الأكثرين ، وفي رواية المستملي والسرخسي : شهادة القوم المؤمنين ، فيكون " المؤمنين " صفة القوم ويكون شهادة القوم مرفوعا بالابتداء وخبره محذوف كما في الصورة الأولى تقديره شهادة القوم المؤمنين مقبولة ، وقوله : شهداء الله في الأرض خبر مبتدأ محذوف أي : هم شهداء الله في الأرض ، وعن السهيلي مع ما فيه من التعسف رواه بعضهم برفع القوم فوجهه أن قوله : " شهادة " مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي : هذه شهادة ، وهي جملة مستقلة منقطعة عما بعدها ، والقوم مرفوع بالابتداء والمؤمنون صفته ، وقوله : " شهداء الله في الأرض " خبره ، وتكون هذه الجملة بيانا للجملة الأولى .

التالي السابق


الخدمات العلمية