صفحة جزء
2510 لقول الله عز وجل : والذين لا يشهدون الزور


ذكره هذه القطعة من الآية في معرض التعليل لما قيل في شهادة الزور من الوعيد والتهديد لا وجه له ، لأن الآية سيقت في مدح الذين لا يشهدون الزور وما قبلها أيضا في مدح التائبين العاملين الأعمال الصالحة ، وتمام الآية أيضا مدح في الذين إذا سمعوا اللغو مروا كراما ، وما بعدها أيضا من الآيات كذلك ، وقال بعضهم : أشار إلى أن الآية سيقت في ذم متعاطي شهادة الزور وهو اختيار لأحد ما قيل في تفسيرها . انتهى .

( قلت ) : ما سيقت الآية إلا في مدح تاركي شهادة الزور كما قلنا ، وقوله : وهو اختيار لأحد ما قيل في تفسيرها لم يقل به أحد من المفسرين ، وإنما اختلفوا في تفسير الزور ، فقال أكثرهم : الزور والشرك ، وقيل : شهادة الزور قاله ابن طلحة ، وقيل : المشركون ، وقيل : الصنم ، وقيل : مجالس الخناء ، وقيل : مجلس كان يشتم فيه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وقيل : العهود على المعاصي .

التالي السابق


الخدمات العلمية