صفحة جزء
2510 تلووا ألسنتكم بالشهادة .


أشار بقوله : " تلووا " إلى ما في قوله تعالى : وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا أي : وإن تلووا ألسنتكم بالشهادة ، وروى الطبري عن العوفي في هذه الآية قال : وتلوي لسانك بغير الحق وهي اللجلجة ، فلا تقيم الشهادة على وجهها ، وتلووا من اللي ، وأصله اللوي ، قال الجوهري : لوى الرجل رأسه وألوى برأسه أقال وأعرض ، وقوله تعالى : وإن تلووا أو تعرضوا بواوين ، قال ابن عباس : هو القاضي يكون ليه وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر ، وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام من وليت ، وقال مجاهد : أي إن تلووا الشهادة فتقيموها أو تعرضوا عنها فتتركوها فإن الله يجازيكم عليه ، قال الكرماني : ولو فصل البخاري بين لفظ تلووا ولفظ ألسنتكم بمثل أي : أو يعني ليتميز القرآن عن كلامه لكان أولى .

( قلت ) : بل كان التمييز بين القرآن وكلامه واجبا لأن من لا يحفظ القرآن أو لا يحسن القراءة يظن أن قوله : " ألسنتكم " من القرآن ، وكان الذي ينبغي أن يقول وقوله تعالى : وإن تلووا يعني ألسنتكم ، وإتيان كلمة مفردة من القرآن في معرض الاحتجاج لا يفيد ولا هو بطائل أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية