صفحة جزء
2521 وقول الله تعالى : وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا


وقول الله بالجر عطفا على بلوغ الصبيان أي : وفي بيان قوله تعالى : وتمامه كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم وإنما ذكر هذا لأن فيه تعليق الحكم ببلوغ الحلم ، لأن الترجمة في بلوغ الصبيان ، والأطفال جمع طفل وهو الصبي ، ويقع على الذكر والأنثى والجماعة ، ويقال : طفلة وأطفال قاله ابن الأثير ، وقال الجوهري : الطفل المولود والجمع أطفال ، وقد يكون الطفل واحدا وجمعا مثل الجنب ، قال الله تعالى : أو الطفل الذين لم يظهروا وذكر في كتاب ( خلق الإنسان ) لثابت : ما دام الولد في بطن أمه فهو جنين ، وإذا ولدته يسمى صبيا ما دام رضيعا ، فإذا فطم سمي غلاما إلى سبع سنين ، ثم يصير يافعا إلى عشر حجج ، ثم يصير حزورا إلى خمس عشرة سنة ، ثم يصير قمدا إلى خمس وعشرين سنة ، ثم يصير عنطنطا إلى ثلاثين سنة ، ثم يصير صملا إلى أربعين سنة ، ثم يصير كهلا إلى خمسين سنة ، ثم يصير شيخا إلى ثمانين سنة ، ثم يصير هما بعد ذلك فانيا كبيرا . انتهى .

( قلت ) : فعلى هذا لا يقال : الصبي إلا للرضيع ما دام رضيعا ، وعلى قول ابن الأثير : الصبي والطفل واحد .

قوله تعالى : وإذا بلغ الأطفال منكم أي : الصبيان ، قال النسفي : منكم أي : من الأحرار دون المماليك .

قوله : " الحلم " أي : البلوغ ، ومنه الحالم وهو الذي يبلغ مبلغ الرجال ، وهو من حلم بفتح اللام ، والحلم بالكسر الأناءة وهو من حلم بضم اللام .

قوله : " فليستأذنوا " أي : في جميع الأوقات في الدخول عليكم .

[ ص: 240 ] قوله : كما استأذن الذين من قبلهم أي : الأحرار الذين بلغوا الحلم من قبلهم ، وأكثر العلماء على أن هذه الآية محكمة ، وحكي عن سعيد بن المسيب أنها منسوخة ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : آية لا يؤمن بها أكثر الناس آية الإذن ، وإني لآمر جارتي أن تستأذن علي ، وسأله عطاء رضي الله تعالى عنه : أأستأذن على أختي ؟ قال : نعم ، وإن كانت في حجرك تمونها ، وتلا هذه الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية