صفحة جزء
2530 باب قول الله تعالى : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا


أي : هذا باب في بيان الوعيد الشديد الذي تتضمنه هذه الآية الكريمة في حق الذين يرتكبون الأيمان الكاذبة الفاجرة الآثمة ، وقد ذمهم الله تعالى بقوله : إن الذين يشترون أي : يعتاضون بعهد الله أي : بما عاهد الله عليه وأيمانهم الكاذبة ثمنا قليلا أي : عوضا يسيرا ، قيل نزلت هذه الآية الكريمة في الأشعث بن قيس حين خاصم اليهودي في أرض على ما مر حديثه عن قريب ، وقيل : إن رجلا أقام سلعته في السوق أول النهار ، فلما كان آخره جاء رجل فساومه عليها فحلف بالله منعتها أول النهار من كذا ولولا المساء لما بعت على ما يجيء الآن وتمام الآية : أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

[ ص: 255 ] قوله : لا خلاق لهم أي : لا نصيب لهم .

قوله : ولا يكلمهم الله فإن كان ذلك من اليهود فلا يكلمه أصلا ، وإن كان من العصاة فلا يكلمهم كلاما يسرهم ولا ينفعهم ولا يزكيهم أي : ولا يثني عليهم ، وقيل : لا يطهرهم من الذنوب والآثام بل يأمر بهم إلى النار ولهم عذاب أليم أي : مؤلم شديد .

التالي السابق


الخدمات العلمية