صفحة جزء
2554 ( وفيه عن سهل بن حنيف )


أي وفي الباب روى عن سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري الأوسي أبو ثابت ، ويروى : وفيه سهل بن حنيف بدون كلمة عن ، وهذا التعليق أيضا طرف من حديث وصله البخاري في آخر الجزية قال : حدثنا عبدان ، أخبرنا أبو حمزة قال : سمعت الأعمش قال : سألت أبا وائل شهدت صفين ؟ قال : نعم ، فسمعت سهل بن حنيف يقول : " اتهموا رأيكم رأيتني يوم أبي جندل فلو أستطيع أن أرد أمر النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - لرددته " الحديث ، وسهل بن حنيف شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، مات بالكوفة سنة ثمان وثلاثين وصلى عليه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكبر ستا ، ووقع في رواية أبي ذر والأصيلي كذا ، وفيه عن سهل بن حنيف : " لقد رأيتنا يوم أبي جندل " ولم يقع هذا في رواية غيرهما ، وأبو جندل اسمه العاص بن سهيل بن عمرو قتل مع أبيه بالشام ، وقال المدائني : قتل سهيل بن عمرو باليرموك ، وقيل : مات في طاعون عمواس ، قوله : ( اتهموا رأيكم ) يخاطب به سهل بن حنيف أبا وائل ، ومعناه أنتم أفسدتم رأيكم حيث تركتم رأي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يوم صفين حتى جرى ما جرى ، قوله : ( رأيتني ) أي رأيت نفسي يوم أبي جندل ، وهو اليوم الذي حضر أبو جندل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم كان يكتب هو وسهيل بن عمرو كتاب الصلح ، وكان قد حضر أبو جندل وهو يرسف في الحديد ، وكان قد أسلم بمكة وأبوه حبسه وقيده ، فهرب فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رآه أبوه سهيل أخذ بتلبيبه ويجره ليرده إلى قريش ، وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله عز وجل جاعل لك ولمن معك من المستضعفين بمكة فرجا ومخرجا ، وإنا قد عقدنا بيننا وبينهم صلحا وعهدا فإنا لا نغدر بهم " وقيل : إنما رد أبا جندل لأنه كان يأمن عليه القتل لحرمة أبيه سهيل بن عمرو ، ومعنى قول سهل بن حنيف : ( فلو أستطيع ) إلى آخره يعني ما كنت أرجع يومئذ عن قتال المشركين ، ولكن ما كنت أستطيع أن أرد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم ولو استطعت لرددته ، وأراد بأمره هذا هو عقده الصلح معهم ، ولما وقع الصلح تأخر كل من كان في قلبه القتال امتثالا لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -

التالي السابق


الخدمات العلمية