صفحة جزء
2598 باب قول الله تعالى : من بعد وصية يوصي بها أو دين


أي هذا باب في بيان المراد من قول الله تعالى : من بعد وصية وكأن غرض البخاري بهذه الترجمة الاحتجاج إلى جواز [ ص: 40 ] إقرار المريض بالدين مطلقا سواء كان المقر له وارثا ، أو أجنبيا ، وقال بعضهم : وجه الدلالة أنه سبحانه وتعالى سوى بين الوصية ، والدين في تقديمهما على الميراث ، ولم يفصل ، فخرجت الوصية للوارث بالدليل ، وبقي الإقرار بالدين على حاله . انتهى . ( قلت ) : كما خرجت الوصية للوارث للدليل ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا وصية لوارث ) ، فكذلك خرج الإقرار بالدين للوارث بقوله : ( ولا إقرار له بدين ) ، وقد تقدم ، وقوله : ( من بعد وصية يوصي بها أو دين ) قطعة من قوله تعالى : يوصيكم الله في أولادكم إلى قوله : إن الله كان عليما حكيما هذه الآية ، والتي بعدها ، وهو قوله : ولكم نصف ما ترك أزواجكم إلى قوله : والله عليم حكيم ، والآية التي هي خاتمة هذه السورة أعني سورة النساء ، وهو قوله : يستفتونك قل الله يفتيكم إلى آخر الآية آيات علم الفرائض ، وهو مستنبط من هذه الآيات ، ومن الأحاديث الواردة في ذلك مما هي كالتفسير لذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية