صفحة جزء
2601 وقال الأنصاري : حدثني أبي ، عن ثمامة ، عن أنس مثل حديث ثابت ، قال : اجعلها لفقراء قرابتك ، قال أنس : فجعلها لحسان ، وأبي بن كعب ، وكانا أقرب إليه مني ، وكان قرابة حسان ، وأبي من أبي طلحة ، واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، وحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام ، فيجتمعان إلى حرام ، وهو الأب الثالث ، وحرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، فهو يجامع حسان ، وأبا طلحة ، وأبيا إلى ستة آباء إلى عمرو بن مالك ، وهو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن [ ص: 46 ] مالك بن النجار ، فعمرو بن مالك يجمع حسان ، وأبا طلحة ، وأبيا .


الأنصاري هو محمد بن عبد الله بن المثنى ، بضم الميم ، وفتح الثاء المثلثة ، وفتح النون المشددة ابن عبد الله بن أنس بن مالك هو يروي عن أبيه عبد الله المذكور ، وعبد الله يروي عن عمه ثمامة ، بضم الثاء المثلثة ، وتخفيف الميم ابن عبد الله بن أنس ، وهو يروي عن جده أنس بن مالك ، وهذا الإسناد كله بصريون ، وأنسيون ، والبخاري روى عن الأنصاري كثيرا .

قوله : ( مثل حديث ثابت ) ، وهو المذكور الآن ، اختصره البخاري هنا ، ووصله في تفسير آل عمران مختصرا أيضا عقيب رواية إسحاق بن أبي طلحة ، عن أنس في هذه القصة ، قال : حدثنا الأنصاري ، فذكر هذا الإسناد ، قال : فجعلها لحسان ، وأبي ، وكانا أقرب إليه ، ولم يجعل لي منها شيئا ، وسقط هذا القدر من رواية أبي ذر ، وقد أخرجه الطحاوي ، حدثنا ابن مرزوق ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا حميد ، عن أنس ، قال : لما نزلت هذه الآية : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال : أو قال : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا جاء أبو طلحة ، فقال : يا رسول الله ، حائطي الذي بمكان كذا ، وكذا لله تعالى ، ولو استطعت أن أسره لم أعلنه ، فقال : ( اجعله في فقراء قرابتك ، أو فقراء أهلك ) حدثنا ابن مرزوق ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثني أبي عن ثمامة ، قال : قال أنس رضي الله تعالى عنه : كانت لأبي طلحة أرض ، فجعلها لله عز وجل ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : ( اجعلها في فقراء قرابتك ) ، فجعلها لحسان ، وأبي ، قال أبي : عن ثمامة ، عن أنس ، قال : وكانا أقرب إليه مني . انتهى . أي : كان حسان ، وأبي بن كعب أقرب إلى أبي طلحة من أنس بن مالك ، لأنهما يبلغان إلى عمرو بواسطة ستة أنفس ، وأنس يبلغ إليه بواسطة اثني عشر نفسا ; لأن أنس بن مالك بن النضر بفتح النون ، وسكون الضاد المعجمة ابن ضمضم بفتح الضادين المعجمتين ابن زيد بن حرام ضد حلال ابن جندب بن عامر بن غنم بفتح الغين المعجمة ، وسكون النون ابن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار . قوله : ( وكان قرابة حسان ) إلى آخره من كلام البخاري ، أو من كلام شيخه ، وليس من الحديث . قوله : ( واسمه ) ، أي : اسم أبي طلحة . قوله : ( حرام ) ضد حلال كما ذكرنا . قوله : ( زيد مناة ) بالإضافة ، قال الكرماني : ليس بين زيد وبين مناة ابن ; لأنه اسم مركب منهما . قوله : ( ابن النجار ) وقد ذكرنا أن اسمه تيم اللات ، وإنما سمي النجار ; لأنه اختتن بالقدوم ، وقيل : ضرب وجه رجل بقدوم فنجره ، فقيل له : النجار . قوله : ( إلى حرام ) ، وهو الأب الثالث ، يعني : لأبي طلحة ، ووقع هنا ، وفي رواية أبي ذر وحرام بن عمرو ، وساق النسب ثانيا إلى النجار ، وهو زيادة لا معنى لها . قوله : ( فهو يجامع حسان ) ، أي : الشأن أن حسان ، وأبيا يجامع أبا طلحة ، قاله الكرماني ، وليس بشيء ، والصواب أن لفظ هو يرجع إلى عمرو بن مالك ، والمعنى : عمرو بن مالك يجمع حسان ، وأبا طلحة ، وأبيا ، هكذا وقع في رواية المستملي ، وكذا وقع في رواية أبي داود في ( السنن ) ، وقال : بلغني عن محمد بن عبد الله الأنصاري أنه قال : أبو طلحة هو زيد بن سهل ، فساق نسبه ونسب حسان بن ثابت ، وأبي بن كعب كما تقدم ، ثم قال : قال الأنصاري ، فبين أبي طلحة ، وأبي بن كعب ستة آباء ، قال : وعمرو بن مالك يجمع حسان ، وأبيا ، وأبا طلحة ، والله أعلم ، وكذا قال البخاري ، فعمرو بن مالك يجمع حسان ، وأبا طلحة ، وأبيا رضي الله تعالى عنهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية