صفحة جزء
لأعنتكم لأحرجكم وضيق عليكم ، وعنت خضعت .


هذا تفسير ابن عباس ، أخرجه ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عنه ، وزاد بعد قوله : ( ضيق عليكم ) ، ولكنه وسع ، ويسر . قوله : ( لأعنتكم ) من الإعنات ، واشتقاقه من العنت بفتح العين المهملة ، والنون ، وفي آخره تاء مثناة من فوق ، والهمزة فيه للتعدية ، أي : لأوقعكم في العنت ، وهو المشقة ، ويجيء بمعنى الفساد ، والهلاك ، والإثم ، والغلط ، والخطأ ، والزنا كل ذلك قد جاء ، ويستعمل كل واحد بحسب ما يقتضيه الكلام . قوله : ( وعنت خضعت ) ليس له دخل هنا ; لأن التاء فيه للتأنيث ، ومذكره [ ص: 65 ] عنا إذا خضع وكل من ذل وخضع واستكان فقد عنا يعنو ، وهو عان ، والمرأة عانية ، وجمعها : عوان ، وكأنه ظن أن التاء في عنت أصلية ، فلذلك ذكره هنا عقيب قوله : " لأعنتكم " ، وليس كذلك ، لأن التاء في " لأعنتكم " أصلية ، وقيل : لعله ذكره استطرادا ، ولا يخلو عن تعسف .

التالي السابق


الخدمات العلمية