صفحة جزء
2639 10 - حدثنا معلى بن أسد ، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا حميد ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها .


مطابقته للترجمة ظاهرة . ورجاله قد ذكروا غير مرة ، ووهيب تصغير وهب ، هو ابن خالد البصري . وحميد بضم الحاء هو الطويل .

والحديث من أفراد البخاري من هذا الوجه . وأخرجه ابن ماجه عن نصر بن علي ، ومحمد بن المثنى ، كلاهما عن عبد الوهاب الثقفي ، عن حميد . وأخرجه مسلم عن القعنبي عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس . وأخرجه الترمذي من رواية مقسم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها " ، وقال : هذا حديث حسن غريب . قلت : انفرد بإخراجه الترمذي ، وأخرج مسلم والنسائي من رواية أبي عبد الرحمن الحبلي ، واسمه عبد الله بن [ ص: 92 ] يزيد ، قال : سمعت أبا أيوب رضي الله تعالى عنه يقول ، قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت " . وأخرج البزار وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما من رواية عمرو بن صفوان ، عن عروة بن الزبير ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : " لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها " . وقال الذهبي : صفوان بن عمرو لا يعرف . وأخرج البزار في مسنده من رواية الحسن عن عمران بن حصين ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال . فذكره ، وفي إسناده يوسف بن خالد السمتي ، وهو ضعيف . وأخرجه أحمد في مسنده ، والطبراني في الكبير ، من حديث أبي أمامة رضي الله تعالى عنه مطولا ، وفيه " والذي نفسي بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ، ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة " وإسناده ضعيف .

قوله : " لغدوة " مبتدأ تخصص بالصفة وهو قوله : " في سبيل الله " والتقدير : لغدوة كائنة في سبيل الله . قوله : " أو روحة " عطف عليه ، وكلمة " أو " للتقسيم لا للشك . قوله : " خير " خبر المبتدأ واللام في " لغدوة " لام التأكيد ، وقال بعضهم : للقسم ، وفيه نظر . وقال المهلب : معنى قوله " خير من الدنيا " أن ثواب هذا الزمن القليل في الجنة خير من الدنيا كلها ، وكذا قوله : " لقاب قوس أحدكم " أي : موضع سوط في الجنة ، يريد ما صغر في الجنة من المواضع كلها من بساتينها وأرضها ، فأخبر أن قصير الزمان وصغير المكان في الآخرة خير من طويل الزمان وكبير المكان في الدنيا ، تزهيدا وتصغيرا لها وترغيبا في الجهاد ، إذ بهذا القليل يعطيه الله في الآخرة أفضل من الدنيا وما فيها ، فما ظنك بمن أتعب فيه نفسه وأنفق ماله ! وقال غيره : معنى " خير من الدنيا " : ثواب ذلك في الجنة خير من الدنيا . وقيل : خير من أن يتصدق بما في الدنيا إذا ملكها . وقيل : إذا ملك ما في الدنيا وأنفقها في وجوه البر والطاعة غير الجهاد . وقال القرطبي : أي الثواب الحاصل على مشية واحدة في الجهاد خير لصاحبه من الدنيا وما فيها لو جمعت له بحذافيرها . والظاهر أنه لا يختص ذلك بالغدو والرواح من بلدته ، بل يحصل هذا حتى بكل غدوة أو روحة في طريقه إلى الغد ، وقال النووي : وكذا غدوه ورواحه في موضع القتال ، لأن الجميع يسمى غدوة وروحة في سبيل الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية