صفحة جزء
2651 ( باب قول الله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا


أي : هذا باب في ذكر قول الله عز وجل ، وإنما ذكر هذه الآية لأن المذكور في الحديث " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا " والآية المذكورة نزلت فيهم على ما نذكره عن قريب إن شاء الله تعالى . قوله : " من المؤمنين رجال " جملة اسمية من المبتدأ ، أعني " رجال " والخبر أعني " من المؤمنين " . وذكر الواحدي من حديث إسماعيل بن يحيى البغدادي عن أبي سنان عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي رضي الله تعالى عنه ، قال : قالوا له حدثنا عن طلحة ؟ فقال : ذاك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله تعالى : فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر طلحة ممن قضى نحبه ، لا حساب عليه فيما يستقبل . ومن حديث عيسى بن طلحة " أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مر عليه طلحة فقال : هذا ممن قضى نحبه " . وقال مقاتل في تفسيره : " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " ليلة العقبة بمكة ، " فمنهم من قضى نحبه " يعني : أجله ، فمات على الوفاء ، يعني : حمزة وأصحابه رضي الله تعالى عنهم المقتولين بأحد ، " ومنهم من ينتظر " يعني : من المؤمنين من ينتظر " أجله " يعني : على الوفاء بالعهد ، " وما بدلوا " كما بدل المنافقون . وفي تفسير النسفي : والنحب يأتي على وجوه : النذر أي : قضى نذره ، والخطر أي : فرغ من خطر الحياة لأن الحي على خطر ما عاش ، والسير السريع أي : سار بسرعة إلى أجله ، والنوبة أي : قضى نوبته ، والنفس أي : فرغ من أنفاسه ، والنصب أي : فرغ من نصب العيش وجهده ، وهذا كله يعود إلى معاني الموت وانقضاء [ ص: 102 ] الحياة . وقال الزمخشري : قضاء النحب عبارة عن الموت ، لأن كل حي لا بد له أن يموت ، فكأنه نذر لازم في رقبته ، فإذا مات فقد قضى نحبه ، أي : نذره .

التالي السابق


الخدمات العلمية