صفحة جزء
2664 ( باب الجنة تحت بارقة السيوف )


أي : هذا باب ترجمته الجنة تحت بارقة السيوف ، وهذا من باب إضافة الصفة إلى الموصوف ، يقال : برق السيف بروقا إذا تلألأ ، وقد تطلق البارقة ويراد بها نفس السيوف ، والإضافة بيانية ، نحو شجر الأراك . وقيل : كأن البخاري أراد بالترجمة أن السيوف لما كانت لها بارقة شعاع ، كان لها أيضا ظل تحتها ، وترجم ببارقة يريد لمع السيوف ، من قولهم : ناقة بروق إذا لمعت بذنبها من غير لقاح ، وهو مثل الجنة تحت ظلال السيوف . وقال ابن بطال : هو من البريق ، وهو معروف . وقال الخطابي : يقال أبرق الرجل بسيفه إذا لمع به ، وسمي السيف إبريقا وهو إفعيل من البريق . وأخرج الطبراني من حديث عمار بن ياسر بإسناد صحيح أنه قال يوم صفين : الجنة تحت الأبارقة . وقال بعضهم : الصواب البارقة ، وهي السيوف اللامعة . قلت : قال الخطابي الأبارقة جمع إبريق ، وسمي السيف إبريقا كما ذكرناه آنفا . وكذلك فسر ابن الأثير كلام عمار : الجنة تحت الأبارقة ، أي : تحت السيوف ، فلا وجه حينئذ لدعوى الصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية