صفحة جزء
2694 64 - حدثنا عبد الله بن مسلمة قال : حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة .


الترجمة والحديث واحد ، والحديث أخرجه مسلم في المغازي عن يحيى بن يحيى عن مالك به .

قوله : " الخيل معقود في نواصيها " وفي رواية ( الموطأ ) ليس فيه معقود ، ووقع بإثباتها عند الإسماعيلي من رواية عبد الله بن نافع عن نافع ، وسيجيء في علامات النبوة من طريق عبد الله بن عمر عن نافع بإثباتها ، وذلك في رواية أبي ذر عن الكشميهني وحده ، وعند ابن أبي عاصم : الخيل في نواصيها الخير ، وليس فيه لفظ معقود ، وروى أبو داود عن شيخ من بني سليم عن عتبة بن عبد السلمي سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : "لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها ، فإن أذنابها مذابها ومعارفها دفاؤها ونواصيها معقود فيها الخير" ، وسمى أبو يعلى الموصلي الشيخ نصر بن علقمة ، وروى البزار عن سلمة بن نفيل "الخيل معقود في نواصيها الخير وأهلها معانون عليها" ، وروى مسلم من حديث جرير "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلوي ناصية فرسه بإصبعه وهو يقول : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة" .

وروى عبد الله بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث ، عن الحارث بن يعقوب ، عن أبي الأسود الغفاري ، عن أبي ذر قالوا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" .

ذكر معناه : قوله : " الخيل " مبتدأ وقوله : " معقود " مرفوع على أنه خبر المبتدأ المؤخر ، وهو قوله : " الخير " والجملة خبر المبتدأ الأول ، ومعنى قوله : " معقود " ملازم لها كأنه معقود فيها ، وهو من باب الاستعارة المكنية ; لأن الخير ليس بمحسوس حتى تعقد عليه الناصية ، ولكنهم يدخلون المعقول في جنس المحسوس ويحكمون عليه بما يحكم على المحسوس مبالغة في اللزوم ، وذكر الناصية تجريد للاستعارة ، والنواصي جمع ناصية وهي قصاص الشعر ، وهو الشعر المسترسل على الجبهة ، وخص النواصي بالذكر ; لأن العرب تقول غالبا : فلان مبارك الناصية ، فيكنى بها عن الإنسان ، وقوله : " الخيل " إلى آخره ، لفظه عام ، والمراد به الخصوص ; لأنه لم يرد إلا بعض الخيل بدليل قوله : " الخيل لثلاثة " فبين أنه أراد الخيل الغازية في سبيل الله لا أنها على كل وجوهها ، ذكره ابن المنذر ، وقال غيره : الخير هنا المال ، قال عز وجل إن ترك خيرا وقال أهل التفسير في قوله تعالى : إني أحببت حب الخير إنه أراد به الخيل .

وفيه الحث على ارتباط الخيل في سبيل الله تعالى يريد أن من ارتبطها كان له ثواب ذلك ، فهو خير آجل ، وهو ما يصيبه على ظهرها من الغنائم ، وفي بطونها من النتاج خير عاجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية