صفحة جزء
2725 95 - حدثنا عبدان قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال ثعلبة بن أبي مالك : إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة فبقي مرط جيد ، فقال له بعض من عنده : يا أمير المؤمنين ، أعط هذا ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي عندك ، يريدون أم كلثوم بنت علي ، فقال عمر : أم سليط أحق ، وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عمر : فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد .


مطابقته للترجمة في قوله : " فإنها كانت تزفر لنا القرب " أي : تحمل إليهم يوم أحد ، وعبدان لقب عبد الله بن عثمان بن جبلة المروزي ، وعبد الله هو ابن المبارك ، ويونس هو ابن يزيد الأيلي ، وابن شهاب محمد بن مسلم الزهري ، وثعلبة بن أبي مالك ، قال الذهبي : ثعلبة بن أبي مالك أبو يحيى القرظي ، إمام بني قريظة ، ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وله رؤية ، وطال عمره ، روى عنه [ ص: 168 ] ابنه أبو مالك وصفوان بن سليم له حديثان مرسلان ، وقال ابن سعد : قدم أبو مالك من اليمن وهو على دين اليهودية ، فتزوج امرأة من بني قريظة ، فنسب إليهم ، وهو من كندة فأسلم ، وثعلبة روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعن جماعة من الصحابة ، وروى عنه جماعة منهم الزهري ، وقال أبو عمر : اسم أبي مالك عبد الله والأثر المذكور من أفراده ، وأخرجه أيضا في المغازي عن يحيى بن بكير عن الليث عن يونس عن الزهري به .

قوله : " مروطا " جمع مرط ، وهو كساء من صوف أو خز يؤتزر به ، قوله : " يريدون أم كلثوم " بضم الكاف والثاء المثلثة هي بنت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - ولدت في حياة رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - خطبها عمر إلى علي - رضي الله تعالى عنهم - ، فقال : أنا أبعثها إليك ، فإن رضيتها فقد زوجتكها ، فبعثها إليه ببرد ، وقال لها : قولي له : هذا البرد الذي قلت لك ، فقالت : ذلك لعمر - رضي الله عنه - ، فقال لها : قولي له : قد رضيت رضي الله تعالى عنك ، ووضع يده على ساقها ، فقالت : أتفعل هذا ؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثم جاءت أباها ، فقالت : بعثتني إلى شيخ سوء وأخبرته ، فقال لها : يا بنية إنه زوجك .

قوله : " أم سليط " بفتح السين المهملة وكسر اللام ، قال أبو عمر في ( الاستيعاب ) : أم سليط امرأة من المبايعات ، حضرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ، وقال غيره : ولا يعرف اسمها ، وليس في الصحابيات من يشاركها في هذه الكنية . قلت : ذكرها ابن سعد في ( طبقات النساء ) ، وقال : هي أم قيس بنت عبيد بن زياد بن ثعلبة من بني مازن ، تزوجها أبو سليط بن أبي حارثة عمرو بن قيس من بني عدي بن النجار ، فولدت له سليطا وفاطمة ، فلذلك كان يقال لها أم سليط ، وذكر أنها شهدت خيبر وحنينا ، وغفل عن ذكر شهودها خيبر ، قوله : " تزفر لنا القرب " بفتح أوله وسكون الزاي وكسر الفاء ، أي : تحمل لنا القرب ، جمع قربة الماء ، وقد مر عن قريب ما جاء من هذه المادة .

وفيه أن الأولى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أتباعه أهل السابقة إليه والنصرة له والمعونة بالمال والنفس ، ألا ترى أن عمر - رضي الله تعالى عنه - جعل أم سليط أحق بالقسمة لها من المروط من حفيدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتقدم أم سليط بالإسلام والنصرة والتأييد ، وكذلك يجب أن لا يستحق الخلافة بعده ببنوة ولا قرابة ، وإنما يستحق بما ذكر الله بالسابقة والإنفاق والمقاتلة ، وفيه الإشارة بالرأي على الإمام ، وإنما ذلك للوزير والكاتب وأهل النصيحة والبطانة له ، وليس ذلك لغيرهم إلا أن يكون من أهل العلم والبروز في الإمامة فله الإشارة على الإمام وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية