صفحة جزء
2763 131 - حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس . ح ، وحدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه أن عبد الرحمن بن عوف والزبير شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني القمل ، فأرخص لهما في الحرير ، فرأيته عليهما في غزاة .


مطابقته للترجمة في قوله : ( في غزاة ) وهي للحرب وهذان طريقان آخران في حديث أنس ، الأول عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة ، والثاني عن محمد بن سنان أبي بكر العوفي الباهلي الأعمى ، وهو من أفراده .

قوله : ( شكوا ) كذا هو بالواو وهو لغة يقال شكوت وشكيت بالواو والياء ، وادعى ابن التين أنه وقع شكيا ثم قال : وصوابه شكوا لأن لام الفعل منه واو فهو مثل : دعوا الله ربهما قلت : ذكر الجوهري شكيا أيضا ، قوله : ( يعني القمل ) يعني كانت شكواهما من القمل ، فإن قلت : كان السبب في الحديث الماضي الحكة حيث قال : ( من حكة كانت بهما ) وهنا السبب القمل ، قلت : رجح ابن التين رواية الحكة وقال : لعل أحد الرواة تأوله فأخطأ ، ووفق الداودي بين الروايتين باحتمال أن يكون إحدى العلتين بأحد الرجلين ، وقال الكرماني : لا منافاة بينهما ولا منع لجمعهما ، وقال بعضهم : يمكن الجمع بأن الحكة حصلت من القمل فنسبت العلة تارة إلى السبب وتارة إلى سبب السبب . قلت : علة كل منهما سبب مستقل فلا تعلق لأحديهما بالآخر ، والحكم يثبت بسببين وأكثر ، فالأحسن ما قاله الكرماني ، قوله : ( فرأيته ) الرائي هو أنس .

التالي السابق


الخدمات العلمية