صفحة جزء
2788 157 - وحدثني أحمد بن محمد ، قال : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، قال : سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك فغزاها [ ص: 217 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا ، واستقبل غزو عدو كثير فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم ، وأخبرهم بوجهه الذي يريد .


هذا طريق آخر لحديث كعب أخرجه عن أحمد بن محمد بن موسى الذي يقال له ابن السمسار مردويه المروزي ، عن عبد الله بن المبارك ، عن يونس بن يزيد ، عن محمد بن مسلم الزهري ، وقال الدارقطني : الرواية الأولى صواب وحديث يونس مرسل . وقال الجياني : كذا هذا الإسناد عن ابن مردويه عن ابن المبارك في الجامع ، والتاريخ الكبير . وكذا رواه ابن السكن وأبو زيد ومشايخ أبي ذر الثلاثة ، ولم يلتفت الدارقطني إلى قول عبد الرحمن بن عبد الله سمعت كعبا لأنه عنده وهم ، قال أبو علي : وقد رواه معمر عن الزهري على نحو ما رواه ابن مردويه من الإرسال ، قال : ومما يشهد لقول أبي الحسن ما ذكره الذهلي في العلل : سمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب ومن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، وسمع من أبيه عبد الله بن كعب ، ولا أظن سمع عبد الرحمن بن عبد الله من جده شيئا ، وإنما روايته عن أبيه وعمه ، قال الجياني : والغرض من هذا كله الاستدراك على البخاري حيث خرجه على الاتصال وهو مرسل ، وقال الكرماني : لو كان بدل ابن كلمة عن لصح الاتصال ، يعني لو قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله عن كعب بن مالك ; لأن عبد الرحمن سمع من أبيه عبد الله ، وهو من كعب ، قال : وكذا لو حذف عبد الله من البين ، قلت : يحتمل أن يكون ذكر ابن موضع عن تصحيفا من بعض الرواة .

قوله : ( حتى كانت غزوة تبوك وكانت في سنة تسع من الهجرة ) في رجب منها ، قوله : ( ومفازا ) المفازة المهلكة سميت بذلك تفاؤلا بالفوز والسلامة كما قالوا للديغ سليم ، وذكر ابن الأنباري عن ابن الأعرابي أنها مأخوذة من قولهم : قد فوز الرجل إذا هلك ، وقيل : لأن من قطعها فاز ونجا ، قوله : ( فجلى للمسلمين أمره ) بالجيم أي أظهره ليتأهبوا لذلك وهو مخفف اللام يقال جليت الشيء إذا كشفته وبينته وأوضحته ، وفي التلويح ضبطه الدمياطي في حديث سعد في المغازي بالتشديد وهو خطأ .

التالي السابق


الخدمات العلمية