صفحة جزء
2798 164 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جويرية ، عن نافع قال : قال ابن عمر رضي الله عنهما : رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها ، كانت رحمة من الله ، فسألت نافعا على أي شيء بايعهم على الموت ، قال : لا بل بايعهم على الصبر .


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : ( بل بايعهم على الصبر ) فإن المبايعة على الصبر هو عدم الفرار في الحرب ، وموسى بن إسماعيل المنقري التبوذكي ، وجويرية تصغير جارية ابن أسماء الضبعي البصري وهذا الحديث من أفراده .

قوله : ( من العام المقبل ) أي الذي بعد صلح الحديبية ، قوله : ( فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها ) أي ما وافق منا رجلان على هذه الشجرة أنها هي التي بايعنا تحتها بل خفي مكانها ، وقيل : أشبهت عليهم ، قوله : ( كانت رحمة ) أي كانت هذه الشجرة موضع رحمة الله ومحل رضوانه ، قال تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة وقال النووي : سبب خفائها أن لا يفتتن الناس بها لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة وغير ذلك ، فلو بقيت ظاهرة معلومة لخيف تعظيم الأعراب والجهال إياها وعبادتهم إياها ، وكان خفاؤها رحمة من الله تعالى ، قوله : ( فسألت نافعا ) السائل هو جويرية الراوي ، قوله : ( على الموت ) أي أعلى الموت ، وهمزة الاستفهام مقدرة فيه ، قوله : ( قال لا ) أي قال نافع : لم يكن مبايعتهم على الموت بل كانت على الصبر ، واعترض الإسماعيلي بأن هذا من قول نافع وليس بمسند ، وقال بعضهم : وأجيب بأن الظاهر أن نافعا إنما جزم بما أجاب به لما فهمه من مولاه ابن عمر ، فيكون مسندا بهذه الطريقة ، وفيه نظر لا يخفى .

التالي السابق


الخدمات العلمية