صفحة جزء
2971 قال عمر بن عبد العزيز : لم يعمهم بذلك ، ولم يخص قريبا دون من أحوج إليه ، وإن كان الذي أعطى لما يشكوا إليه من الحاجة ، ولما مستهم في جنبه من قومهم وحلفائهم .


قوله : " لم يعمهم " أي لم يعم قريشا بذلك ، أي بما قسمه قوله : " من أحوج إليه " أي من أحوج هو إليه قال ابن مالك : فيه حذف العائد على الموصول ، وهو قليل ، ومنه قراءة يحيى بن يعمر : " تماما على الذي أحسن " بضم النون ، أي الذي هو أحسن ، قال : وإذا طال الكلام فلا ضعف ، ومنه : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله أي ، وفي الأرض هو إله واحد . قلت : وفي بعض النسخ دون من هو أحوج إليه ، فعلى هذا لا يحتاج إلى التكلف المذكور ، وأحوج من أحوجه إليه غيره ، وأحوج أيضا بمعنى احتاج . قوله : " وإن كان " شرط على سبيل المبالغة ، ويروى بفتح " أن " قاله الكرماني . قوله : " أعطي " على صيغة المجهول ، وحاصل المعنى ، وإن كان الذي أعطي أبعد قرابة ممن لم يعط . قوله : " لما تشكوا " تعليل لعطية الأبعد قرابة وتشكوا بتشديد الكاف من التشكي من باب التفعل ، ويروى : " لما يشكو " من شكا يشكو شكاية . قوله : " ولما مستهم " عطف على " لما " الأولى ، ويروى : " مسهم " بدون تاء التأنيث . قوله : " في جنبه " أي في جانبه . قوله : " وحلفائهم " بالحاء المهملة أي حلفاء قومهم بسبب الإسلام ، وأشار بذلك إلى ما لقي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه بمكة من قريش بسبب الإسلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية