صفحة جزء
2976 52 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، حدثنا الحسن ، قال : حدثني عمرو بن تغلب رضي الله عنه ، قال : أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما ومنع آخرين فكأنهم عتبوا عليه ، فقال : إني أعطي قوما أخاف ظلعهم وجزعهم وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى ، منهم عمرو بن تغلب ، فقال عمرو بن تغلب : ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم .


مطابقته للترجمة في قوله " أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما " ، والحسن هذا هو البصري ، وعمرو بالواو ابن تغلب بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الغين المعجمة وكسر اللام وفي آخره باء موحدة ، وقد مر الحديث في كتاب الجمعة في باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد فإنه أخرجه هناك عن محمد بن معمر ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن جرير بن حازم إلى آخره .

قوله " كأنهم عتبوا عليه " أي لاموا ، قال الخليل : حقيقة العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة ، قوله " ظلعهم " ليس هناك وإنما هناك لما رأى في قلوبهم من الجزع والهلع والظلع بفتح الظاء المعجمة واللام وبالعين المهملة وهو الاعوجاج ، وأصل الظلع الميل ، وأطلق هاهنا على مرض القلب وضعف اليقين ، قوله " وجزعهم " بالجيم والزاي ، قوله " وأكل " أي أفوض ، قوله " من الغنى " بالكسر والقصر بلفظ ضد الفقر في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره من الغناء بفتح الغين المعجمة ثم نون ممدودة وهو الكفاية ، قوله " بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي التي قالها في حقه وهي إدخاله في أهل الخير والغناء ، ويقال : المراد الكلمة التي قالها في حق غيره ، فالمعنى : لا أحب أن يكون لي حمر النعم بدلا من الكلمة المذكورة التي لي أو أن يكون لي ذلك ، وتقال تلك الكلمة في حق غيري ، قوله : حمر النعم ، قال الجوهري : النعم واحد الأنعام وهو المال الراعية ، وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل والحمر بضم الحاء المهملة وسكون الميم .

التالي السابق


الخدمات العلمية