صفحة جزء
2987 " والمسكنة " مصدر المسكين ، يقال : أسكن من فلان أحوج منه ولم يذهب إلى السكون .


وجه ذكر البخاري لفظ المسكنة هنا هو أن عادته أنه يذكر ألفاظ القرآن التي لها أدنى مناسبة بينها وبين ما هو المقصود في الباب ويفسرها ، وقد ورد في حق أهل الكتاب قوله تعالى وضربت عليهم الذلة والمسكنة فقال : والمسكنة مصدر المسكين ، قلت : المسكنة الفقر المدقع ، وقال ابن الأثير : المسكنة فقر النفس ، فإن كان مراد البخاري من المصدر الاصطلاحي فلا يصح على ما لا يخفى ، وإن كان مراده الموضع فكذلك لأنه لا يقال المسكنة موضع صدور المسكين .

قوله " أسكن من فلان أحوج منه " إشارة إلى أن المسكين يؤخذ من قولهم فلان أسكن من فلان أي أحوج وليس من السكون الذي هو قلة الحركة ، وهذا الكلام فيه ما فيه أيضا لأن المسكنة والمسكين وما يشتق من ذلك في هذا الباب كلها من السكون ، وقال بعضهم : والقائل ولم يذهب إلى السكون ، قيل : هو الفربري الراوي عن البخاري ، قلت : من قال ممن تصدى شرح البخاري أو من غيرهم إن قائل هذا هو الفربري ، وهذا تخمين وحدس ، ولئن سلمنا أن أحدا منهم ذكر هذا على الإبهام فلا يفيد شيئا لأن المتصرف في مادة خارجا عن القاعدة لا يؤخذ منه ، وهذا مما لا نزاع فيه ولا مكابرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية