صفحة جزء
2992 [ ص: 87 ] 5 - حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير ، عن يحيى بن سعيد ، قال : سمعت أنسا رضي الله عنه قال : دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار ليكتب لهم بالبحرين ، فقالوا : لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها ، فقال : ذاك لهم ما شاء الله على ذلك ، يقولون له : قال : فإنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني .


مطابقته للجزء الأول من الترجمة لأن لها ثلاثة أجزاء ، ففي الباب ثلاثة أحاديث ، فلكل جزء حديث يطابقه على الترتيب ، فحديث أنس هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قد أشار بذلك على الأنصار فلم يقبلوا فتركه صلى الله عليه وسلم ، فنزل البخاري ما بالقوة منزلة ما بالفعل وهو في حقه صلى الله عليه وسلم واضح لأنه لا يأمر إلا بما يجوز فعله .

وأحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن قيس التميمي اليربوعي الكوفي ، وزهير بن معاوية بن خديج أبو خيثمة الجعفي الكوفي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري قاضي المدينة .

والحديث قد مر في كتاب الشرب في باب كتابة القطائع ، فإنه أخرجه هناك معلقا ، فقال : قال الليث عن يحيى بن سعيد إلى آخره : وهناك لفظة " ليقطع لهم بالبحرين " ، وهنا : ليكتب لهم البحرين ، أي ليعين لكل منهم منها حصة على سبيل الإقطاع ، والمراد بالحصة الحصة من الجزية والخراج لأن رقبتها لا تملك لأن أرض الصلح لا تقسم .

قوله " وذاك لهم " أي ذاك المال للمهاجرين ما شاء الله على ذلك ، قوله " يقولون له " أي الأنصار ، يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم مصرين على ذلك ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم سترون أثرة ، وهي بفتح الهمزة والثاء المثلثة ، الاسم من آثر إيثارا إذا أعطى ، قاله ابن الأثير ، وفي المطالع بضم الهمزة وإسكان الثاء ، ويروى أثرة بفتحهما وبالوجهين قيده الجياني ، ويقال أيضا : إثرة بكسر الهمزة وسكون الثاء .

قال الأزهري : وهو الاستيثار أي يستأثر عليكم بأمور الدنيا ويفضل غيركم عليكم ولا يجعل لكم في الأمر نصيبا ، وعنأبي علي القالي : إن الأثرة الشدة وبه كان يتأول الحديث ، والتفسير الأول أظهر وعليه الأكثر وسببه يشهد له وهو إيثار الأنصار المهاجرين على أنفسهم ، فأجابهم صلى الله تعالى عليه وسلم بهذا ، قوله " حتى تلقوني " ، ويروى على الحوض .

التالي السابق


الخدمات العلمية